الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون
الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا بدل من الموصول الأول، وعدم الاكتفاء بعطف صلته على صلته [ ص: 182 ] للتأكيد، ولتفاوتهما في كيفية الدلالة، أي: خلق لأجلكم ومنفعتكم منه نارا، على أن الجعل إبداعي، والجاران متعلقان به قدما على مفعوله الصريح - مع تأخيرهما عنه رتبة - لما مر من الاعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر.
ووصف الشجر بالأخضر نظرا إلى اللفظ، وقد قرئ: (الخضراء) نظرا إلى المعنى، وهو المرخ والعفار، يقطع الرجل منهما عصيتين مثل السواكين، وهما خضراوان يقطر منهما الماء فيسحق المرخ - وهو ذكر - على العفار - وهو أنثى - فتنقدح النار بإذن الله تعالى، وذلك قوله تعالى: فإذا أنتم منه توقدون فمن قدر على إحداث النار من الشجر الأخضر - مع ما فيه من المائية المضادة لها بكيفيته - كان أقدر على إعادة الغضاضة إلى ما كان غضا فطرأ عليه اليبوسة والبلى.
وقوله تعالى: