وخلقنا لهم من مثله ما يركبون
وخلقنا لهم من مثله مما يماثل الفلك ما يركبون من الإبل؛ فإنها سفائن البر، أو مما يماثل ذلك الفلك من السفن والزوارق، وجعلها مخلوقة لله تعالى - مع كونها من مصنوعات العباد - ليس لمجرد كون صنعهم بأقدار الله تعالى وإلهامه، بل لمزيد اختصاص أصلها بقدرته تعالى وحكمته حسبما يعرب عنه قوله عز وجل: واصنع الفلك بأعيننا ووحينا والتعبير عن ملابستهم بهذه السفن بالركوب لأنها باختيارهم، كما أن التعبير عن ملابسة ذريتهم بفلك نوح - عليه السلام - بالحمل لكونها بغير شعور منهم واختيار.