لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون
لا الشمس ينبغي لها أي: يصح ويتسهل أن تدرك القمر في سرعة السير فإن ذلك يخل بتكون النبات وتعيش الحيوان، أو في الآثار والمنافع، أو في المكان، بأن تنزل في منزله أو في سلطانه فتطمس نوره، وإيلاء حرف النفي الشمس للدلالة على أنها مسخرات لا يتيسر لها إلا ما قدر لها ولا الليل سابق النهار أي: يسبقه فيفوته، ولكن يعاقبه، وقيل: المراد بهما: آياتهما - وهما النيران - وبالسبق سبق القمر إلى سلطان الشمس، فيكون عكسا للأول، وإيراد السبق مكان الإدراك; لأنه الملائم لسرعة سيره وكل أي: وكلهم، على أن التنوين عوض عن المضاف إليه الذي هو الضمير العائد إلى الشمس والقمر، والجمع باعتبار التكاثر العارض لهما بتكاثر مطالعهما، فإن اختلاف الأحوال يوجب تعددا ما في الذات، أو إلى الكواكب فإن ذكرهما مشعر بها في فلك يسبحون يسيرون بانبساط وسهولة.