ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها بيان إجمالي لحال من قابل آيات الله تعالى بالإعراض بعد بيان حال من قابلها بالسجود والتسبيح والتحميد. وكلمة "ثم" لاستبعاد الإعراض عنها عقلا، مع غاية وضوحها، وإرشادها إلى سعادة الدارين. كما في بيت الحماسة:
ولا يكشف الغماء إلا ابن حرة يرى غمرات الموت ثم يزورها
أي: هو أظلم من كل ظالم. وإن كان سبك التركيب على نفي الأظلم من غير تعرض لنفي المساوئ، وقد مر مرارا. إنا من المجرمين أي: من كل من اتصف بالإجرام، وإن هانت جريمته. منتقمون فكيف ممن هو أظلم من كل ظالم، وأشر جرما من كل مجرم؟