قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون
سبحانه : تنزيه له عن اتخاذ الولد، وتعجب من كلمتهم الحمقاء، هو الغني : علة لنفي الولد، لأن ما يطلب به الولد من يلد، وما يطلبه له السبب في كله الحاجة، فمن الحاجة منتفية عنه كان الولد عنه منتفيا، له ما في السماوات وما في الأرض : فهو مستغن بملكه لهم عن اتخاذ أحد منهم ولدا، إن عندكم من سلطان بهذا : ما عندكم من حجة بهذا القول والباء حقها أن تتعلق بقوله: "إن عندكم" على أن يجعل القول مكانا للسلطان، كقولك: ما عندكم بأرضكم موز، كأنه قيل: إن عندكم فيما تقولون سلطان، أتقولون على الله ما لا تعلمون : لما نفي عنهم البرهان جعلهم غير عالمين، فدل على أن كل قول لا برهان عليه لقائله فذاك جهل وليس بعلم .