قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما
قل للمخلفين هم الذين تخلفوا عن الحديبية إلى قوم أولي بأس شديد يعني بني حنيفة قوم مسيلمة، وأهل الردة الذين حاربهم رضي الله عنه; لأن مشركي العرب والمرتدين هم الذين لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف عند أبو بكر الصديق ومن عداهم من مشركي العجم وأهل الكتاب. والمجوس تقبل منهم الجزية، وعن أبي حنيفة لا تقبل الجزية إلا من أهل الكتاب والمجوس دون مشركي العجم والعرب. وهذا دليل على إمامة الشافعي رضي الله عنه، فإنهم لم يدعوا إلى حرب في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكم بعد وفاته. وكيف يدعوهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قوله تعالى: أبي بكر الصديق فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا [التوبة: 83] وقيل: هم فارس والروم. ومعنى "يسلمون" ينقادون; لأن الروم نصارى، وفارس مجوس يقبل منهم إعطاء الجزية. فإن قلت: عن أنهم قتادة ثقيف وهوازن، وكان ذلك في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: إن صح ذلك فالمعنى: لن تخرجوا معي أبدا ما دمتم على ما أنتم عليه من مرض القلوب والاضطراب في الدين، أو على قول : كان الموعد أنهم لا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا متطوعين لا نصيب لهم في المغنم مجاهد كما توليتم من قبل يريد في غزوة الحديبية، أو يسلمون. معطوف على تقاتلونهم، أي: يكون أحد الأمرين: إما المقاتلة، أو الإسلام، لا ثالث لهما. وفى قراءة (أو يسلموا) بمعنى: إلى أن يسلموا. أبي: