يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم
[ ص: 529 ] ولا تبطلوا أعمالكم أي لا تحبطوا الطاعات بالكبائر، كقوله تعالى: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي [الحجرات: 2] إلى أن قال: أن تحبط أعمالكم [الحجرات: 20] وعن : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل، حتى نزلت أبي العالية ولا تبطلوا أعمالكم فكانوا يخافون الكبائر [ ص: 530 ] على أعمالهم. وعن حذيفة : فخافوا أن تحبط الكبائر أعمالهم. وعن : كنا نرى أنه ليس شيء من حسناتنا إلا مقبولا، حتى نزل ابن عمر ولا تبطلوا أعمالكم فقلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا: الكبائر الموجبات والفواحش، حتى نزل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء: 116] فكففنا عن القول في ذلك، فكنا [ ص: 531 ] نخاف على من أصاب الكبائر ونرجو لمن لم يصبها. وعن رحمه الله: رحم الله عبدا لم يحبط عمله الصالح بعمله السيئ. وقيل: لا تبطلوها بمعصيتهما. وعن قتادة رضي الله عنهما: لا تبطلوها بالرياء والسمعة، وعنه: بالشك والنفاق، وقيل: بالعجب; فإن العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وقيل: ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى. ابن عباس