5626 ( 20 ) حدثنا قال سمعت محمد بن بشر أحمد بن عبد الله بن الأصم يذكر عن أم راشد جدته قالت كنت : عند أم هانئ فأتاها ، فدعت له بطعام : فقال : مالي لا أرى عندكم بركة يعني الشاة ، قالت : فقالت : سبحان الله ، بلى والله إن عندنا لبركة ، قال : إنما أعني الشاة ، قالت : ونزلت فلقيت رجلين في الدرجة ، فسمعت أحدهما يقول لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا ، قالت : فقلت : من هذان الرجلان ؟ فقالوا : علي طلحة ، قالت : فإني قد سمعت أحدهما يقول لصاحبه : بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا ، فقال والزبير : علي فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما .
( 21 ) حدثنا حدثنا يحيى بن آدم عن أبو الأحوص خالد بن علقمة عن عبد خير [ ص: 710 ] قال : ضرب فسطاط بين العسكرين يوم الجمل ثلاثة أيام ، فكان علي والزبير يأتونه ، فيذكرون فيه ما شاء الله ، حتى إذا كان يوم الثالث عند زوال الشمس رفع وطلحة جانب الفسطاط ثم أمر بالقتال ، فمشى بعضنا إلى بعض ، وشجرنا بالرماح حتى لو شاء الرجل أن يمشي عليها لمشى ، ثم أخذتنا السيوف فما شبهتها إلا دار علي الوليد .
( 22 ) حدثنا قال حدثنا يحيى بن آدم شريك عن السدي عن عبد خير عن أنه قال يوم علي الجمل : لا تتبعوا مدبرا ، ؛ ومن ألقى سلاحه فهو آمن . ولا تجهزوا على جريح
( 23 ) حدثنا قال : حدثنا يحيى بن آدم موسى بن قيس الحضرمي عن مسلم البطين عن وسلمة بن كهيل حجر بن عنبس أن أعطى أصحابه عليا بالبصرة خمسمائة خمسمائة .
( 24 ) حدثنا قال حدثنا يحيى بن آدم مسعود بن سعد الجعفي عن عن عطاء بن السائب أبي البختري قال : لما انهزم أهل الجمل قال : لا يطلبن عبد خارجا من العسكر ، وما كان من دابة أو سلاح فهو لكم ؛ وليس لكم أم ولد ؛ والمواريث على فرائض الله ، وأي امرأة قتل زوجها فلتعتد أربعة أشهر وعشرا ؛ قالوا : يا أمير المؤمنين ، تحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا نساؤهم ، قال : فخاصموا فقال : كذلك السيرة في أهل القبلة ، قال : فهاتوا سهامكم واقرعوا على علي فهي رأس الأمر وقائدهم ، قال : ففرقوا وقالوا : نستغفر الله ، قال : فخصمهم عائشة . علي
( 25 ) حدثنا قال حدثنا يحيى بن آدم عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد حكيم بن جابر قال : سمعت يوم طلحة بن عبيد الله الجمل يقول : إنا كنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد بدا من المبايعة .
( 26 ) حدثنا ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال : لم يشهد الجمل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار إلا علي وعمار وطلحة فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب . والزبير
( 27 ) حدثنا عن عبدة بن سليمان عن الأعمش شهر بن عطية عن عبد الله بن زياد قال : قال : إن أمنا سارت مسيرنا هذا ، وإنها والله زوجة عمار بن ياسر محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلانا بهذا ليعلم إياه نطيع أم إياها [ ص: 711 ]
( 28 ) حدثنا ابن إدريس عن حسن بن فرات عن أبيه عن عمير بن سعد قال : لما رجع من علي الجمل وتهيأ لصفين اجتمعت النخع حتى دخلوا على الأشتر ، فقال : هل في البيت إلا نخعي ؟ فقالوا : لا ، فقال : إن هذه الأمة عمدت إلى خيرها فقتلته ، وسرنا إلى أهل البصرة قوم لنا عليهم بيعة فنصرنا عليهم بنكثهم ، وإنكم تسيرون غدا إلى أهل الشام قوم ليس لكم عليهم بيعة ، فلينظر امرؤ منكم أين يضع سيفه .
( 29 ) حدثنا عن وكيع عصام بن قدامة عن عكرمة عن قال : ابن عباس الجمل الأدبب ، يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعدما كادت . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيتكن صاحبة
( 30 ) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الجبار بن عباس عن عن عطاء بن السائب عمرو بن الهجنع عن قال : قيل له : ما منعك أن تكون قاتلت على بصيرتك يوم أبي بكرة الجمل ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج قوم هلكى لا يفلحون ، قائدهم امرأة ؛ قال : هم في الجنة .
( 31 ) حدثنا أبو داود عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة أبي بكرة .
( 32 ) حدثنا عبدة بن سفيان عن عن مسعر عن عمرو بن مرة الحارث بن جمهان الجعفي قال : لقد رأيتنا يوم الجمل وإن رماحنا ورماحهم متشاجرة ولو شاء الرجل أن يمشي عليها لمشى ، قال : وهؤلاء يقولون : لا إله إلا الله والله أكبر ، وهؤلاء يقولون : لا إله إلا الله والله أكبر : .
( 33 ) حدثنا عن عبدة بن سليمان جويبر عن الضحاك أن لما هزم عليا وأصحابه أمر مناديه أن لا يقتل مقبل ولا مدبر ، ولا يفتح باب ، ولا يستحل فرج ولا مال . طلحة
( 34 ) حدثنا عن عبدة بن سليمان عبد الملك بن سلع عن عبد خير قال : أمر مناديا فنادى يوم علي الجمل : ألا لا يجهزن على جريح ولا يتبع مدبر .
( 35 ) حدثنا عن وكيع فطر عن منذر عن ابن الحنفية قال : حملت على رجل يوم الجمل فلما ذهبت أطعنه قال : أنا على دين فعرفت الذي يريد ، فتركته [ ص: 712 ] علي بن أبي طالب
( 36 ) حدثنا عن وكيع سفيان عن أبي جعفر عن أبيه عن علي بن حسين قال : حدثنا عباس قال : أرسلني إلى علي طلحة يوم والزبير الجمل ، قال : فقلت لهما : إن أخاكما يقرئكما السلام ويقول لكما : هل وجدتما علي حيفا في حكم أو استئثارا بفيء أو بكذا أو بكذا ، قال : فقال : لا في واحدة منها ، ولكن مع الخوف شدة المطامع . الزبير
( 37 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون أبو مالك الأشجعي عن عن سالم بن أبي الجعد قال : كنا في الشعب فكنا ننتقص محمد بن الحنفية عثمان ، فلما كان ذات يوم أفرطنا ، فالتفت إلي فقلت له : يا عبد الله بن عباس أبا عباس ، تذكر عشية الجمل ؟ أنا عن يمين وأنت عن شماله ، إذ سمعنا الصيحة من قبل علي المدينة ؟ قال : فقال : نعم التي بعث بها فلان بن فلان ، فأخبره أنه وجد أم المؤمنين ابن عباس واقفة في عائشة المربد تلعن قتلة عثمان ، فقال : لعن الله قتلة علي عثمان في السهل والجبل والبر والبحر ، أنا عن يمين وهذا عن شماله ، فسمعته من فيه إلى في علي ، فوالله ما عبت وابن عباس عثمان إلى يومي هذا .
( 38 ) حدثنا قال حدثنا يحيى بن آدم أبو ضرار زيد بن عصر الضبي إمام مسجد بني هلال قال : حدثنا خالد بن مجاهد بن حيان الضبي من بني مبذول عن ابن عم له يقال له : تميم بن ذهل الضبي ، قال : إني يوم الجمل آخذ بركاب أجهد معه وأنا أرى أنا في الجنة ، وهو يتصفح القتلى ، فمر برجل أعجبته هيئته وهو مقتول ، فقال : من يعرف هذا ؟ قلت : هذا فلان الضبي ، وهذا ابنه ، حتى عددت سبعة صرعى مقتلين حوله ، قال : فقال علي : لوددت أنه ليس في الأرض ضبي إلا تحت هذا الشيخ . علي
( 39 ) حدثنا قال : حدثنا يحيى بن آدم عن عبد الله بن إدريس عن حصين بن عبد الرحمن يوسف بن يعقوب عن الصلت بن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال : قدمت على حين فرغ من علي الجمل ، فانطلق إلى بيته وهو آخذ بيدي ، فإذا امرأته وابنتاه يبكين ، وقد أجلسن وليدة بالباب تؤذنهن به إذا جاء ، فألهى الوليدة ما ترى النسوة يفعلن حتى دخل عليهن ، وتخلفت فقمت بالباب ، فأسكتن ، فقال : ما لكن ؟ فانتهرهن مرة أو مرتين ، فقالت امرأة منهن : قلنا : ما سمعت ذكرنا عثمان وقرابته وقرابته ، فقال : إني لأرجو أن نكون كالذين قال الله والزبير ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ومن هم إن لم نكن ، ومن هم يردد ذلك حتى وددت أنه سكت [ ص: 713 ]
( 40 ) حدثنا ابن إدريس عن عن ليث أن طلحة بن مصرف أجلس عليا يوم طلحة الجمل ومسح عن وجهه التراب ، ثم التفت إلى حسن فقال : إني وددت أني مت قبل هذا .
( 41 ) حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن عن أبي إسحاق حمير بن مالك قال : قال عمار يوم لعلي الجمل : ما ترى في سبي الذرية ؟ قال فقال : إنما قاتلنا من قاتلنا ، قال : لو قلت غير هذا خالفناك .
( 42 ) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن قال : قدمنا الأحنف بن قيس المدينة ونحن نريد الحج ، فإنا لمنازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت ، فقال : إن الناس قد فزعوا واجتمعوا في المسجد ، فانطلقت فإذا الناس مجتمعون في المسجد ، فإذا علي والزبير وطلحة ، قال : فإنا لكذلك إذا جاءنا وسعد بن أبي وقاص عثمان ، فقيل : هذا عثمان ، فدخل عليه ملية له صفراء ، قد قنع بها رأسه ، قال : هاهنا ؟ قالوا : نعم ؛ قال : هاهنا علي ؟ قالوا : نعم ، قال : هاهنا الزبير ؟ قالوا : نعم ؛ قال هاهنا طلحة ؟ قالوا : نعم ، قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون سعد ، قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له ، فابتعته بعشرين ألفا أو بخمسة وعشرين ألفا ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : ابتعته ، قال : اجعله في مسجدنا ولك أجره فقالوا : اللهم نعم ، قال : فقال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من ابتاع بئر رومة غفر الله له ، فابتعتها بكذا وكذا ، ثم أتيته فقلت : قد ابتعتها ، قال : اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك ، قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال : من جهز هؤلاء غفر الله له يعني جيش العسرة ، فجهزتهم حتى لم يفقدوا خطاما ولا عقالا ، قال : قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ثلاثا الأحنف : فانطلقت فأتيت طلحة فقلت : ما تأمراني به ومن ترضيانه لي ، فإني لا أرى هذا إلا مقتولا ، قالا : نأمرك والزبير ، قال : قلت : تأمراني به وترضيانه لي ؟ قالا : نعم ، قال : ثم انطلقت حاجا حتى قدمت بعلي مكة فبينا نحن بها إذ أتانا قتل عثمان وبها أم المؤمنين ، فلقيتها فقلت لها : من تأمريني به أن أبايع ؟ فقالت : عائشة ، فقلت أتأمرينني به وترضينه لي ؟ قالت : نعم ، فمررت [ ص: 714 ] على عليا علي بالمدينة فبايعته ، ثم رجعت إلى البصرة ، ولا أرى إلا أن الأمر قد استقام ؛ قال : فبينا أنا كذلك إذ أتاني آت ؛ فقال : هذه أم المؤمنين عائشة وطلحة قد نزلوا جانب الخربة ، قال : قلت : ما جاء بهم ؟ قال : أرسلوا إليك ليستنصروك على دم والزبير عثمان ، قتل مظلوما ، قال : فأتاني أفظع أمر أتاني قط فقلت : إن خذلاني هؤلاء ومعهم وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد ، وإن قتالي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أمروني ببيعته لشديد ؛ فلما أتيتهم قالوا : جئنا نستنصر على دم أم المؤمنين عثمان ، قتل مظلوما ، قال : فقلت : يا أم المؤمنين ، أنشدك بالله ، هل قلت لك : من تأمريني به ؟ فقلت : فقلت : تأمريني به وترضينه لي ؟ فقلت : نعم قالت : نعم ، ولكنه بدل ، قلت : يا عليا ، يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم يا زبير ، نشدتكما بالله أقلت لكما : من تأمراني به ؟ فقلتما : طلحة ، فقلت : تأمراني به وترضيانه لي ؟ فقلتما : نعم ؟ قالا : بلى ، ولكنه بدل ، قال : فقلت : لا والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرتموني ببيعته ؛ اختاروا مني بين إحدى ثلاث خصال : إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض عليا الأعاجم ، حتى يقضي الله من أمره ما قضى ، أو ألحق بمكة فأكون بها حتى يقضي الله من أمره ما قضى ، أو أعتزل فأكون قريبا ، قالوا : نأتمر ، ثم نرسل إليك ، فائتمروا فقالوا : نفتح له باب الجسر فيلحق به المنافق والخاذل ، ويلحق بمكة فيتعجسكم في قريش ويخبرهم بأخباركم ، ليس ذلك بأمر ، اجعلوه هاهنا قريبا حيث تطئون على صماخه ، وتنظرون إليه ، فاعتزل بالجلحاء من البصرة على فرسخين ، واعتزل معه زهاء ستة آلاف ، ثم التقى القوم ، فكان أول قتيل طلحة وكعب بن سور معه المصحف ، يذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل منهم من قتل ، وبلغ الزبير سفوان من البصرة كمكان القادسية منكم ؛ فلقيه النضر رجل من بني مجاشع ، قال : أين تذهب يا حواري رسول الله ، إلي فأنت في ذمتي ، لا يوصل إليك ، فأقبل معه ، قال : فأتى إنسان الأحنف قال : هذا قد لقي الزبير بسفوان قال : فما يأمن ؟ جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف ، ثم لحق ببيته وأهله ، فسمعه عمير بن جرموز وغواة من غواة بني تميم وفضالة بن حابس ونفيع ، فركبوا في طلبه ، فلقوا معه النضر ، فأتاه عمير بن جرموز وهو على فرس له ضعيفة ، فطعنه طعنة خفيفة ، وحمل عليه [ ص: 715 ] وهو على فرس له يقال له " ذو الخمار " حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه : يا الزبير نفيع يا فضالة ، فحملوا عليه حتى قتلوه .
( 43 ) حدثنا قال حدثنا يحيى بن آدم جعفر بن زياد عن أبي الصيرفي عن صفوان بن قبيصة عن طارق بن شهاب قال : لما قتل عثمان قلت : ما يقيمني بالعراق ، وإنما الجماعة بالمدينة عند المهاجرين والأنصار ؛ قال : فخرجت فأخبرت أن الناس قد بايعوا ، قال : فانتهيت إلى عليا الربذة وإذا بها ، فوضع له رجل فقعد عليه ، فكان كقيام الرجل ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن علي طلحة بايعا طائعين غير مكرهين ، ثم أرادا أن يفسدا الأمر ويشقا عصا المسلمين ، وحرض على قتالهم قال : فقام والزبير الحسن بن علي فقال : ألم أقل لك إن العرب ستكون لهم جولة عند قتل هذا الرجل ؛ فلو أقمت بدارك التي أنت بها يعني المدينة فإني أخاف أن تقتل بحال مضيعة لا ناصر لك ، قال : فقال : اجلس فإنما تحن الجارية ؛ وإن لك حنينا كحنين الجارية ، أجلس علي بالمدينة كالضبع تستمع الدم ، لقد ضربت هذا الأمر ظهره وبطنه أو رأسه وعينيه ، فما وجدت إلا السيف أو الكفر .
( 44 ) حدثنا قال حدثنا يحيى بن آدم عن عبد الله بن المبارك قال : حدثني معمر سيف بن فلان بن معاوية العنزي ؛ قال : حدثني خالي عن جدي قال : لما كان يوم الجمل واضطرب الناس ، قام الناس إلى يدعون أشياء ، فأكثروا الكلام ، فلم يفهم عنهم ، فقال : ألا رجل يجمع لي كلامه في خمس كلمات أو ست ، فاحتفزت على إحدى رجلي ، فقلت : إن أعجبه كلامي وإلا لجلست من قريب ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن الكلام ليس بخمس ولا بست ، ولكنهما كلمتان ، هضم أو قصاص ، قال : فنظر إلي فعقد بيده ثلاثين ، ثم قال : أرأيتم ما عددتم فهو تحت قدمي هذه . علي
( 45 ) حدثنا ابن علية عن سعيد بن يزيد عن قال : ذكروا أبي نضرة عليا وعثمان وطلحة عند والزبير فقال : أقوام سبقت لهم سوابق وأصابتهم فتنة ، فردوا أمرهم إلى الله . أبي سعيد
( 46 ) حدثنا المحاربي عن قال حدثني ليث أن حبيب بن أبي ثابت قال يوم عليا الجمل : اللهم ليس هذا أردت ، اللهم ليس هذا أردت .
( 47 ) حدثنا عن وكيع عن إسماعيل قيس قال : كان مروان مع يوم طلحة الجمل ، [ ص: 716 ] قال : فلما اشتبكت الحرب قال مروان : لا أطلب بثأري بعد اليوم ، قال : ثم رماه بسهم فأصاب ركبته ، فما رقأ الدم حتى مات ، قال : وقال : دعوه فإنما هو سهم أرسله الله . طلحة
( 48 ) حدثنا عن عباد بن العوام عن أبيه قال : أرسل إلي أشعث بن سوار في حاجة فأتيته ، قال : فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ناس من أهل المسجد ، فقالوا : يا موسى بن طلحة أبا عيسى ، حدثنا في الأسارى ليلتنا ، فسمعتهم يقولون : أما فإنه مقتول بكرة ، فلما صليت الغداة جاء رجل يسعى " الأسارى الأسارى " قال : ثم جاء آخر في أثره يقول : " موسى بن طلحة موسى بن طلحة " قال : فانطلقت ، فدخلت على أمير المؤمنين فسلمت فقال : أتبايع ؟ تدخل فيما دخل فيه الناس ؟ قلت : نعم ، قال : هكذا ، ومد يده فبسطهما ، قال : فبايعته ثم قال : ارجع إلى أهلك ومالك ، قال : فلما رأى الناس قد خرجت ، قال : جعلوا يدخلون فيبايعون . موسى بن طلحة
( 49 ) حدثنا عن وكيع عن إسماعيل السدي واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال : أصحاب الجمل .
( 50 ) حدثنا عن هشيم عوف قال : لا أعلمه إلا عن الحسن في قوله : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال : فلان وفلان .
( 51 ) أخبرنا عن وكيع سفيان عن جعفر عن أبيه أن رجلا ذكر عند أصحاب علي الجمل حتى ذكر الكفر ، فنهاه . علي
( 52 ) حدثنا عن محمد بن أبي عدي التيمي عن حريث بن مخش قال : ما شهدت يوما أشد من يوم ابن عليس إلا يوم الجمل .
( 53 ) حدثنا عن وكيع علي بن أبي صالح عن أبيه عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة قال : كان بين صفين والجمل شهران أو ثلاثة .
( 54 ) حدثنا قال حدثنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الضحى أبي حفص قال : سمع يوم علي الجمل صوتا تلقاء أم المؤمنين ، فقال : انظروا ما يقولون ، فرجعوا فقالوا : يهتفون بقتلة عثمان ، فقال : اللهم احلل بقتلة عثمان خزيا .
( 55 ) حدثنا قال : أخبرنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد علي بن عمرو الثقفي [ ص: 717 ] قال : قالت : لأن أكون جلست عن مسيري كان أحب إلي من أن يكون لي عشرة من رسول الله مثل ولد عائشة الحارث بن هشام .
( 56 ) حدثنا قال : حدثنا عفان أبو عوانة عن عن أبيه عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عبيد بن نضلة عن قال : أتيت سليمان بن صرد يوم عليا الجمل وعنده الحسن وبعض أصحابه ، فقال علي حين رآني : يا ابن صرد ، تنأنأت وترجرجت وتربصت ، كيف ترى الله صنع ، قد أغنى الله عنك ، قلت : يا أمير المؤمنين ، إن السوط يطين وقد بقي من الأمور ما تعرف فيها عدوك من صديقك ، قال : فلما قام الحسن لقيته فقلت : ما أراك أغنيت عني شيئا ولا عذرتني عند الرجل ، وقد كنت حريصا على أن تشهد معه ، قال : هذا يلومك على ما يلومك وقد قال لي يوم الجمل : مشى الناس بعضهم إلى بعض ، يا حسن ، ثكلتك أمك أو هبلتك أمك ما ظنك بأمري ، جمع بين هذين الغارين ، والله ما أرى بعد هذا خيرا ، قال : فقلت : اسكت ، لا يسمعك أصحابك ، فيقولوا : شككت ، فيقتلونك .
( 57 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن الحسن قال : يوم الزبير الجمل فقال : أقتل لك عليا ؟ قال : وكيف ، قال : آتيه فأخبره أني معه ، ثم أفتك به ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الإيمان قيد الفتك ، لا يفتك مؤمن الزبير . جاء رجل إلى
( 58 ) حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا عن أبيه عن هشام بن عروة عبد الله بن الزبير قال : لما وقف يوم الزبير الجمل دعاني فقمت إلى جنبه ، فقال : إنه لا يقتل إلا ظالم أو مظلوم ، وإني لأراني سأقتل اليوم مظلوما ، وإن أكبر همي لديني ، أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئا ؟ ثم قال : يا بني ، بع مالنا واقض ديننا ، وأوصيك بالثلث وثلثيه لبنيه فإن فضل شيء من مالنا بعد قضاء الدين فثلثه لولدك ، قال عبد الله بن الزبير : فجعل يوصيني بدينه ويقول : يا بني ، إن عجزت عن شيء منه فاستعن عليه مولاي ، قال : فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت ، من مولاك ؟ قال : الله ، قال : والله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى ، اقض عنه دينه ، فيقضيه ، قال : وقتل الزبير فلم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغاية وإحدى عشرة دارا الزبير بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، ودارا بالكوفة ، ودارا بمصر ، قال : وإنما كان دينه الذي كان عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه ، فيقول : لا ولكنه سلف ، إني أخشى عليه ضيعة ، وما ولي ولاية قط [ ص: 718 ] ولا جباية ولا خراجا ولا شيئا إلا أن يكون في غزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مع الزبير أبي بكر وعمر وعثمان .
( 59 ) حدثنا قال حدثنا عفان عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند أبي حرب بن الأسود عن أبيه أن لما قدم الزبير بن العوام البصرة دخل بيت المال ، فإذا هو بصفراء وبيضاء ، فقال : وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها فقال : هذا لنا .
( 60 ) حدثنا عن حفص بن غياث جعفر عن أبيه قال : أمر علي مناديه فنادى يوم البصرة : لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ، ولا يقتل أسير ، ومن أغلق بابا فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ولم يأخذ من متاعهم شيئا .
( 61 ) حدثنا عبد الأعلى عن عن الجريري أبي العلاء قال : لما أصيب يوم زيد بن صوحان الجمل قال : هذا الذي حدثني خليلي : إنما يهلك هذه الأمة نقضها عهودها . سلمان الفارسي
( 62 ) حدثنا عن وكيع عن جرير بن حازم عبد الله بن عبيد بن عمير قال : قالت : وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا . عائشة
( 63 ) حدثنا عن وكيع عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عبيدة بن سعد عن أنها سئلت عن مسيرها فقالت : كان قدرا . عائشة
( 64 ) حدثنا عن وكيع فطر عن منذر عن أن ابن الحنفية عليا قسم يوم الجمل في العسكر ما أجابوا عليه من سلاح أو كراع ( 65 ) عن وكيع أبان بن عبد الله البجلي عن نعيم بن أبي هند عن قال : قال ربعي بن حراش علي : إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله : ونزعنا ما في صدورهم من غل .
( 66 ) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة قال : وشهد مع علي الجمل وصفين وقال : ما يسرني بهما ما على الأرض [ ص: 719 ]
( 67 ) حدثنا المحاربي عن ليث عن أن مجاهد محمد بن أبي بكر أو محمد بن طلحة قال يوم لعائشة الجمل : يا أم المؤمنين ، ما تأمريني ؟ قالت : يا بني ، إن استطعت أن تكون كالخير من ابني آدم فافعل .
( 68 ) حدثنا قال حدثنا يحيى بن آدم أبو بكر عن عن عاصم أبي صالح قال : قال علي يوم الجمل : وددت أني كنت مت قبل هذا بعشرين سنة .
( 69 ) ابن آدم قال حدثنا شريك عن عن سليمان بن المغيرة يزيد بن ضبيعة العبسي عن علي أنه قال يوم الجمل : لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح .
( 70 ) محمد بن الحسن قال حدثنا عن جرير بن حازم أبي سلمة عن أبي نضرة عن رجل من بني ضبيعة قال : لما قدم طلحة والزبير نزلا في بني طاحية ، فركبت فرسي فأتيتهما فدخلت عليهما المسجد ، فقلت : إنكما رجلان من أصحاب رسول الله أعهد عهد إليكما فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم رأي رأيتما ، فأما فنكس رأسه فلم يتكلم ، وأما طلحة فقال : حدثنا أن هاهنا دراهم كثيرة فجئنا نأخذ منهم . الزبير
( 71 ) عن يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عبد السلام رجل من بني حية قال : خلا علي بالزبير يوم الجمل فقال : أنشدك بالله كيف ، قال : قد سمعت لا جرم ، لا أقاتلك . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأنت لاو يدي في سقيفة بني فلان : لتقاتلنه وأنت ظالم له ، ثم لينصرن عليك
( 72 ) حدثنا قال : حدثنا يزيد بن هارون شريك عن الأسود بن قيس قال : حدثني من رأى يقعص الخيل بالرمح قعصا ، فثوب به الزبير علي : يا عبد الله يا عبد الله ، قال : فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما ، قال : فقال له علي : أنشدك بالله ، أتذكر يوم أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أناجيك فقال : أتناجيه ، فوالله ليقاتلنك يوما وهو لك ظالم ، قال : فضرب وجه دابته فانصرف الزبير .
( 73 ) حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا شريك عن إسحاق عن عبد الله بن محمد قال : مر علي على قتلى من أهل البصرة ، فقال : اللهم اغفر لهم ، ومعه محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر ، فقال أحدهما للآخر : ما نستمع ما يقول ؟ فقال له الآخر : اسكت ، لا يزيد بك [ ص: 720 ]
( 74 ) حدثنا قال حدثني يحيى بن آدم أبو بكر عن جحش بن زياد الضبي قال : سمعت يقول : لما ظهر الأحنف بن قيس علي على أهل البصرة أرسل إلى : ارجعي إلى عائشة المدينة وإلى بيتك ، قال : فأبت ، قال : فأعاد إليها الرسول : والله لترجعن أو لأبعثن إليك نسوة من بكر بن وائل دمهن شفار حداد يأخذنك بها ، فلما رأت ذلك خرجت .
( 75 ) حدثنا قال : حدثنا خالد بن مخلد يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى قال : انتهى عبد الله بن بديل إلى وهي في الهودج يوم عائشة الجمل ، فقال : يا أم المؤمنين ، أنشدك بالله ، أتعلمين أني أتيتك يوم قتل عثمان فقلت : إن عثمان قد قتل فما تأمريني ، فقلت لي : الزم عليا ، فوالله ما غير ولا بدل ، فسكتت ثم أعاد عليها ثلاث مرات ، فسكتت فقال : اعقروا الجمل ، فعقروه ، قال : فنزلت أنا وأخوها محمد بن أبي بكر واحتملنا الهودج حتى وضعناه بين يدي علي ، فأمر به علي فأدخل في منزل عبد الله بن بديل ؛ قال جعفر بن أبي المغيرة : وكانت عمتي عند عبد الله بن بديل ، فحدثتني عمتي أن قالت لها : أدخليني ، قالت : فأدخلتها وأتيتها بطشت وإبريق وأجفت عليها الباب ، قالت : فاطلعت عليها من خلل الباب وهي تعالج شيئا في رأسها ما أدري شجة أو رمية . عائشة
( 76 ) حدثنا إسحاق بن سليمان قال : حدثنا أبو سنان عن قال : جاء عمرو بن مرة إلى سليمان بن صرد بعدما فرغ من قتال يوم علي بن أبي طالب الجمل ، وكانت له صحبة مع النبي عليه السلام ، فقال له علي : خذلتنا وجلست عنا وفعلت على رءوس الناس ؟ فلقي سليمان الحسن بن علي فقال : ما لقيت من أمير المؤمنين ؟ قال : قال لي كذا وكذا على رءوس الناس ، فقال : لا يهولنك هذا منه فإنه محارب ، فلقد رأيته يوم الجمل حين أخذت السيوف مأخذها يقول : لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة .
( 77 ) حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا زائدة عن عمرو بن قيس عن قال : أقبل زيد بن وهب طلحة والزبير حتى نزلا البصرة وطرحوا ، فبلغ ذلك سهل بن حنيف عليا ، وعلي كان بعثه عليها ، فأقبل حتى نزل بذي قار ، فأرسل إلى عبد الله بن عباس الكوفة فأبطئوا عليه ، ثم أتاهم فخرجوا ، قال عمار زيد : فكنت فيمن خرج معه ، قال : فكف عن طلحة والزبير وأصحابهما ، ودعاهم حتى بدءوه فقاتلهم بعد صلاة الظهر ، فما غربت الشمس وحول الجمل عين تطرف ممن كان يذب عنه ، فقال علي : لا تتموا جريحا ولا تقتلوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن ؛ فلم يكن قتالهم إلا تلك العشية وحدها ، فجاءوا بالغد يكلمون عليا في الغنيمة فقول علي هذه الآية ، فقال : أما إن الله [ ص: 721 ] يقول واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول أيكم ؟ فقالوا : سبحان الله ، أمنا ، فقال : أحرام هي ؟ قالوا : نعم ، قال لعائشة علي ؛ فإنه يحرم من بناتها ما يحرم منها ؛ قال : أفليس عليهن أن يعتددن من القتلى أربعة أشهر وعشرا ، قالوا : بلى ، قال : أفليس لهن الربع والثمن من أزواجهن ، قالوا : بلى ، قال : ثم قال : ما بال اليتامى لا يأخذون أموالهم ، ثم قال : يا قنبر ، من عرف شيئا فليأخذه ، قال زيد : فرد ما كان في العسكر وغيره ، قال : وقال علي لطلحة والزبير : ألم تبايعاني ؟ فقالا : نطلب دم عثمان ؛ فقال علي : ليس عندي دم عثمان ، قال : قال عمرو بن قيس : فحدثنا رجل من حضرموت يقال له أبو قيس ، قال : لما نادى قنبر " من عرف شيئا فليأخذه " مر رجل على قدر لنا ونحن نطبخ فيها فأخذها ، فقلنا : دعها حتى ينضج ما فيها ، قال : فضربها برجله ثم أخذها .
( 78 ) حدثنا غندر عن عن شعبة عن عمرو بن مرة أبي وائل قال : دخل أبو موسى وأبو مسعود على وهو يستنفر الناس ، فقالا : ما رأينا منك منذ أسلمت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر ، فقال عمار : ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر ، قال : فكساهما حلة حلة ، وخرجوا إلى الصلاة جميعا . عمار
( 79 ) حدثنا أبو أسامة عن عن شعبة ابن عون عن أبي الضحى قال : قال سليمان بن صرد الخزاعي للحسن بن علي : أعذرني عند أمير المؤمنين ، فإنما منعني من يوم الجمل كذا وكذا ، قال : فقال الحسن : لقد رأيته حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول : يا حسن ، لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة .
( 80 ) حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا عن حماد بن زيد إسحاق بن سويد العدوي قال : قتل منا يوم الجمل خمسون رجلا حول الجمل قد قرءوا القرآن .