السؤال
السلام عليكم.
ولدت ونشأت في بلد غير بلد أهلي الأصلي، ولم أذهب إلى بلد أهلي إلا سنوات الجامعة اضطراراً، والحاصل أني لا أحب بلد أهلي، ولا ثقافة مجتمعه؛ فمنتشر فيه الفساد الأخلاقي والديني، والسحر والحقد، وقد أوذينا كثيراً منه، ولم أتشرب ثقافته، وكان هذا الاختلاف هو سبب رفضي لجميع الرجال الذين تقدموا لخطبتي بسبب (اختلاف الثقافة، ومكان العيش، وعدم التوافق).
جاءني أخيراً خاطب متدين من نفس البلد الذي ولدت فيه، قبلته وارتضيناه ديناً وخلقاً، إلا إن أمي غير موافقة، بسبب أنه لن يعيش في بلدها، وجنسيته مختلفة، وبالطبع رغبة أمي بعيشي في ذلك البلد، هو بدافع العاطفة فقط، وقد حاولت أن أسترضيها، وقد بيّنت لها أني مسؤولة أمام الله عن قرار الزواج، وأنه يجب علي أن أختار الشخص الذي أظن أن لدي القدرة على طاعته ومعاشرته معاشرة طيبة.
أخبرتها كذلك أني مسؤولة عن اختيار البيئة التي أظن أني أستطيع إقامة ديني فيها، وتربية أبنائي عليها، وكلما استطردت في البيان والشرح لأمي، ازداد غضبها وحزنها، وتقول إنها ستقاطعني، ولا تريد أن تراني، وتقول كلامًا جارحًا جداً مثل إني حرمتها فرحتها بي، أو أنكرت فضلها علي، أو أني لا أحبها، وتقول: إن الله لن يوفقني.
مع العلم أني قد اشترطت على خطيبي ألا يمنعني من زيارة أمي متى ما أردت، وهو موافق، وفرحٌ بأنني بارة بأمي، مع العلم أن أمي عموماً لا يرضيها إلا ما تريده هي، وقد تأذينا من أمنا كثيرًا منذ صغرنا لأسباب كثيرة، ومع ذلك نجاملها، ونحاول إرضاءها دائماً، لكنها غير راضية عن أحد فعليًا، بل تظن أنها ضحية الكل، وأننا جميعًا نكرهها، ولا تعترف بأخطائها، وهي حساسة جداً من ناحيتي؛ لأني الأحب إليها، ولكني تعبت نفسياً من شدتها علي، وأخاف أن أعقها.
فما أصح طريقة للتعامل معها؟ وهل فعلاً لن أوفق في زواجي لعدم رضاها عنه؟