الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعوري بعدم الرضا انعكس على عباداتي وتقربي من الله.. انصحوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أكملت مرحلة الثانوية العامة بمعدل 98.1 من 100 -الحمد لله-، أقل مما سعيت له، ولكن شاء الله تعالى، وأنا مؤمنة بقوله: (والله فضّل بعضكم على بعض في الرزق).

طوال فترة الثانوية كان لدي هدف، لأجله أدعو الله كثيراً، وأصلي وأبتغى رضاه، وابتعدت عن الأغاني، والكثير من المعاصي التي كان سببها الرئيس الفراغ.

وها أنا أعود إلى حالتي من قبل، والآن أشعر بالقيد في عنقي، والضيق الشديد، ويأتيني شعور كبير بعدم الرضا بنتيجتي، ولكن أقول: الحمد لله، كيف ذلك، ألا يحاسبني الله بما في نفسي؟ وتركتُ أقرب العبادات إلى قلبي: الدعاء، وقيام الليل، مع أني في أشد الحاجة إلى الله؛ لقبولي في جامعة معينة، ولكني لا أدعو.

هل هذا قنوط من رحمته؟ رضا الله سبحانه تعالى صعب لدي، والثبات أصعب، ولا أشعر بأن الله راض عني أبداً؛ لأني أترك معصية ما ثم أنتقل إلى أخرى جديدة.

ماذا أفعل؟ قدموا لي النصيحة في ذكر أردده، أو أعمال أقوم بها.

وشكراً كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: نود أن نهنئك على نجاحك، وتفوقك في الثانوية العامة بمعدل رائع -ما شاء الله-، قد تكوني شعرتِ بأن النتيجة أقل مما كنت تتمنين، لكن تذكري دائمًا أن الله -سبحانه وتعالى- قد كتب لك ما هو خير لك، حتى وإن لم ترينه الآن.

من الطبيعي أن تشعري بالضيق وعدم الرضا، فهذه مشاعر بشرية، لكن تذكري أن الله -سبحانه وتعالى- ينظر إلى قلبك وسعيك، وليس فقط إلى النتائج التي تحققينها.

إن الإيمان بقضاء الله وقدره هو من أعظم النعم، ولكن هذا لا يعني أن تتجاهلي مشاعرك، أو تقللي من أهميتها، بل يجب أن تستفيدي منها في التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى-.

أحيانًا عندما نبتعد عن بعض العبادات مثل: الدعاء، أو قيام الليل، قد نشعر بأن الله قد ابتعد عنا، ولكن الحقيقة أن الله -سبحانه وتعالى- أقرب إلينا مما نتصور، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم).

في ما يتعلق بشعورك بأن الله لا يرضى عنك بسبب ارتكابك للمعاصي، فيجب أن تفهمي أن الله غفور رحيم، ويحب التوابين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)، المهم هو أن تستمري في التوبة، ولا تقنطي من رحمة الله.

للثبات على الطاعة والابتعاد عن المعاصي، ننصحك بالتالي:
1. حاولي أن تجعلي لسانك رطبًا بذكر الله، يقول الله في كتابه: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

2. التفكر في عظمة الله ورحمته، تذكري دائمًا أن الله أرحم بك من نفسك، فتقربي إليه بقلب صادق.

3. الإلحاح في الدعاء، حتى وإن شعرتِ بأنك غير مستحقة، فالله يحب أن يسمع دعاءك، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل).

اذكري دائمًا هذه الأدعية: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، و(اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك).

استمري في العمل بجد واجتهاد للقبول في الجامعة التي ترغبين بها، وتذكري أن التوفيق من الله، وأنه دائمًا بجانبك ما دمت تلجئين إليه.

نسأل الله أن يرزقك الرضا، والسعادة في الدنيا والآخرة، ويعينك على طاعته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً