الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الدراسة بالنسبة لي أفضل أم القرار في البيت لحين الزواج؟

السؤال

ما هو الأفضل بالنسبة لي: أن أدرس الدراسات الإسلامية في كلية بنات قد يدرس فيها رجال، وأنا بي قلق اجتماعي، فذلك يشق علي كثيراً، أم أقر في بيتي -كما في الآية الكريمة- وأنتظر الزواج؟ بمعنى: أن أعبد الله وأفعل هواياتي إسلاميًا؟

أين أؤجر أكثر؟ وبماذا تنصحونني؟ أأصبر على الأذى وأدرس أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في هذا الموقف، لديكِ خياران مهمان: إما متابعة الدراسة في كلية قد تواجهين فيها تحديات بسبب القلق الاجتماعي، أو البقاء في البيت والتركيز على العبادة وهواياتك الإسلامية.

وإليك بعض النصائح التي قد تعينك بإذن الله:
- دراسة العلم الشرعي لها أهمية وقيمة عظيمة في الإسلام، ويعتبر طلب العلم من أفضل الأعمال وأقربها إلى الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة"، (رواه مسلم). إذا كنتِ قادرة على التحمل والصبر، فقد يكون فيه الأجر العظيم.

- البقاء في البيت لا يعني التقصير في الطاعات أو طلب العلم، بل يمكنك الاستمرار في طلب العلم من خلال الوسائل المتاحة، مثل الدروس الإلكترونية والكتب، مع التركيز على العبادة والتقرب إلى الله في بيئة أكثر راحة.

- إذا كان القلق الاجتماعي يشكل تحديًا كبيرًا يؤثر على حياتك اليومية، ويعيقك عن أداء مهامك؛ فقد يكون من الحكمة أن تبحثي عن وسائل تساعدك على التكيف مع هذا القلق أولاً.
يمكنك استشارة مختص نفسي لمساعدتك في التعامل مع هذا القلق.

- في حال كنتِ قادرة على التحمل والصبر، ومع العمل على تحسين حالتك النفسية، يمكنك مواصلة الدراسة وفي نفس الوقت طلب العون من الله والتوكل عليه.

- يمكنك محاولة الجمع بين الدراسة والعبادة، بحيث تخصصين وقتًا للدراسة وفق ما تقدرين عليه، سواء كان ذلك في الكلية، أو من خلال طرق التعلم عن بعد، مع الحفاظ على عبادتك وهواياتك الإسلامية.

- الأجر يعظم بحسب نية العبد واجتهاده وصبره في طاعة الله، فإذا كانت نيتك طلب العلم والصبر على الصعوبات في سبيل ذلك، فسيكون لك أجر كبير -إن شاء الله-.

- إذا كان البقاء في البيت يمنحك راحة نفسية أكبر، ويتيح لك فرصة لعبادة الله بتركيز وخشوع، فذلك أيضًا سبيل عظيم للأجر.

- ننصحكِ بأن تصلي صلاة الاستخارة، وأن تسألي الله أن يختار لك الخير في الأمرين.

- مهما كان اختياركِ، احرصي على نية صالحة والتوكل على الله، واسعي لتحسين حالتك النفسية مع تقوية إيمانك وطلب العلم بما تيسر لك.

يسر الله أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً