الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يريد أن يبدأ بطلب العلم، فما نصيحتكم له؟

السؤال

السلام عليكم..

أخي يبلغ من العمر ١٧عاماً، وهو حافظ لكتاب الله، وهو حريص على طلب العلم الشرعي، ولا يدري أي الكتب يبدأ بها ويحفظها؟

وللعلم هو حفظ الأربعين النووية، فما نصيحتكم له بشأن الكتب التي يبدأ بها، ويقرؤها، ويحفظها؟

كما أنه لا يوجد مشايخ عندنا هنا ليقرأ عليهم، أو يراجع عندهم حفظ الكتب التي يحفظها، أو يشرحون له تلك الكتب؛ لأننا نسكن في قرية، فأنا أريد منكم النصيحة بشأن هذا بالله عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفوان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –ولدنا الحبيب– في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك مع الموقع، كما نشكر لك حرصك على مصلحة أخيك ومنفعته، والحرص على توجيهه، وهذا دليل على حُسنٍ في إسلامك ومكارم أخلاقك، ونسأل الله تعالى أن يجعلك دائمًا مفتاحًا للخير، ونهنِّؤك ونهنؤ أخاك بهذه الرغبة، التي مَنَّ الله تعالى بها عليكم في تعلُّم العلم الذي ينفع ويُقرّب إليه سبحانه وتعالى.

وطلب العلم الشرعي –أيها الحبيب– في ظلِّ هذه الثورة المعلوماتية، وسهولة التواصل، وتوفر أدوات التواصل بين يدي الناس؛ طلب العلم في ظلّ هذا الوضع صار أمرًا سهلاً ومتيسّرًا -بإذن الله تعالى-، ومهما بَعُد مكان الإنسان الذي يريد أن يحصّل هذا العلم، ومواقع العلماء الثقات المعروفين لدى الأمّة بالعلم، مملوءة بالمادة العلمية التي تصلح للطلب والدراسة، ويستطيع الإنسان أن يتفقّه في دين الله تعالى بيسْرٍ وسهولة.

فنصيحتُنا لهذا الشاب الحبيب أن يحرص على تلقي العلم من العلماء الثقات، وأن يستمع إلى دروسهم المسجلة، ما دام لا يستطيع الذهاب والحضور بين يدي العلماء، فلا أقلَّ من أن يستمع إلى الدروس المسجلة المناسبة لمرحلته العلمية والعمرية.

وخير ما ننصح بسماع دروسه هو فضيلة العلّامة محمد بن صالح العثيمين، وموقعه على الإنترنت مملوء بالمواد العلمية المسجلة لمستويات طلب العلم المختلفة، فيبدأ بدراسة ما تيسّر له من مقدّمات العلم، فيقرأ شيئًا من اللغة العربية التي يُميّز بها كلام العرب، ويعرف بها معاني الكلمات، والفاعل من المفعول، والمبتدأ من الخبر، فيقرأ شرح الآجرومية، يستمع إلى شرح الآجرومية للشيخ ابن عثيمين، وهو موجود على موقعه.

كذلك ينبغي أن يدرس مبادئ العلوم الشرعية في علم الحديث، فيدرس المنظومة البيقونية، وهي في أبيات قليلة مشروحة أيضًا، فيعرف كيف يحكم العلماء على الحديث، وكيف يُميّزون بين الصحيح والضعيف، وماذا يقصدون بالحديث الصحيح والحديث الضعيف، ونحو ذلك.

ويدرس مع هذا متنًا مختصرًا في الفقه، ويتفقّه في دينه، وأيضًا هناك دروس كثيرة مسجلة لعلماء مختلفين، فهناك الكتاب (الملخص الفقهي) للشيخ الفوزان على مذهب الحنابلة، مع اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو كتاب سهل، ميسّر لمن يريد التفقّه على هذا المذهب، ومن يريد أن يتفقّه على مذاهب أخرى -كمذهب الشافعي مثلاً- فهناك كتب مشروحة على الإنترنت متيسّرة، مثل متن (الغاية والتقريب في الفقه) ... وهكذا، فهو بحاجة إلى أن يتواصل مع مواقع هؤلاء العلماء ليرى ما الذي يُناسب مرحلته ومستواه.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر له الخير، وأن يأخذ بيده إليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً