السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة في مقتبل العمر، تعرفت إلى شاب في جامعتي، ولم أتعد حد الزمالة معه، ولكن دعوت الله كل يوم أن يكون من نصيبي، إلى أن اكتشفت يومًا أنه يحب فتاةً أخرى، فهل يجوز أن أواصل الدعاء، أم أنه ليس من نصيبي؟
السلام عليكم
أنا فتاة في مقتبل العمر، تعرفت إلى شاب في جامعتي، ولم أتعد حد الزمالة معه، ولكن دعوت الله كل يوم أن يكون من نصيبي، إلى أن اكتشفت يومًا أنه يحب فتاةً أخرى، فهل يجوز أن أواصل الدعاء، أم أنه ليس من نصيبي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة:
أحمد لله على حرصك على وضع حدود للعلاقات في أماكن الدراسة، وهذا ينبغي الحرص عليه، والاجتهاد فيه حتى لا يقع المسلم في مزالق الشيطان.
مشاعر الحب والميل القلبي لا يملكها الإنسان، ولكن يملك سلوكه، وأقواله، وأفعاله، ويحاسب عليها، وهنا ينبغي الالتزام بآداب الإسلام في بناء مثل هذه العلاقات، وأهم تلك الآداب للدخول في علاقة الزواج ما حدده الإسلام كمعايير للاختيار؛ سواءً للرجل أو للمرأة، فقال بالنسبة للزوج: (إذا أتاكم مَن ترضوْن خُلُقَه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض). رواه الترمذي.
وبالنسبة للمرأة: أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين ترِبت يداك) رواه البخاري.
فإن كان هذا الرجل صاحب دين وخلق محمود ومعروف، فلا بأس بالدعاء بأن يجعله الله زوجًا لك، وإن كان الأفضل أن تدعي الله بأن يرزقك صاحب الدين والخلق بشكل عام، دون تحديد شخص بذاته؛ لأن باعثك على اختيار هذا الشاب هو ما تعلمين من ظاهره، ولكنك لا تعلمين سره وما خفي عنك من حاله، وهذا لا يعلمه إلا الله بسعة علمه وإحاطته؛ لذلك ننصحك بالاستخارة في هذا الأمر، والدعاء بالمأثور الذي ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا همَّ أحدُكم بالأمر: فليركع ركعتين مِن غير الفريضة، ثم ليقل: "اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك مِن فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر -ويسمِّيه- خيرٌ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري: فاقدره لي، ويسِّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر -ويسمِّيه- شرٌّ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري: فاصرفه عني، واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثمَّ رضني به). رواه البخاري.
أخيراً -أختي الفاضلة- ننصحك بعدم المبالغة في الميل القلبي إلى أي شخص، خشية الانجرار وراء العواطف، أو تقديم أي تنازلات، وحتى لا تشعري بخيبة الأمل إن لم يتحقق لك ما تريدين -كما حدث معك-؛ فاجعلي الدعاء لله بالصفة التي ترغبين فيها أن تكون في الزوج، وأكثري من العمل الصالح والاستغفار، والدعوة إلى الله، وفعل الخير، والإحسان؛ فالله تعالى يقول: (الخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات، أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم).
ولا يوجد مانع من مواصلة الدعاء، ما دام أنه يمكن شرعًا أن يتزوج بك على أي حال، أما النصيب فهذا بتقدير الله تعالى وعلمه، فسلمي أمرك لله، واسأليه من الخير.
نسأل الله أن يرزقك الزوج الطيب الصالح.