منذ فترة كبيرة كانت تأتيني نوبات هلع -والحمد لله- خفت، ومنذ أسابيع حصلت حالة وفاة لعزيز علي جدًا، ومنذ ساعتها وأنا أحس أن النوبات بدأت ترجع لي، هل هناك حل لأعالج الموضوع من أوله، أم لا بد من أخذ أدوية مرة ثانية؟ وهل الشاي والقهوة لهما تأثير على رجوع نوبات الهلع مرة ثانية؟

وشكرًا.

بسم اللة الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sherif حفظة الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبات الهلع هي اضطراب قلق نفسي حاد يحدث بصورة متكررة، ويتمثل بالشعور بالخوف الشديد مصحوب بضيق التنفس، وتسارع ضربات القلب، وتعرق، وأعراض جسمانية متفرقة في الرأس، أو الصدر، أو البطن، وقد يتوهم المريض أنه مصاب بنوبة قلبية، أو أن حياته مهددة بالخطر مما يزيد شعوره بالقلق، ويدفعه للذهاب إلى أقسام الطوارئ، وزيارة الأطباء في مختلف التخصصات، قبل تشخيص المرض لمحاولة فهم ما يعاني من أعراض تؤثر على استقراره النفسي وأدائه الوظيفي والاجتماعي.

نوبات الهلع غير مرتبطة بوقت محدد، وعادة ما تحدث فجأة، ودون سابق إندار، في المنزل أو خارج المنزل، أو أثناء العمل، أو التسوق، وقد تحدث قبل -وأحيانًا أثناء- النوم، وتزداد حدة الأعراض خلال دقائق، ثم تبدأ في الانحسار إلا أن المريض يظل في حالة ترقب وقلق خوفًا من تكرار النوبات في الحدوث، وعلى الرغم من أن نوبات الهلع مزعجة للغاية إلا أنها غير خطيرة على عكس ما يتوهم المريض من أفكار سلبية ومخاوف.

ليس بالضرورة أن ما يحدث لك هو انتكاسة لحالات الهلع، إنما هو شعور طبيعي لفقد عزيز، وقد يستمر عدة أسابيع ويزول تدريجيًا دون استعمال الدواء، أما إذا استمر هذا الإحساس، وأصبح يؤثر على تكيفك الاجتماعي والوظيفي -كما كان يحدث من قبل-، فيجب العودة لاستعمال الدواء.

علاج نوبات الهلع يجب أن تكون تحت إشراف طبي، وهي تستجيب للعلاج الدوائي، خاصة مضادات الاكتئاب مثل: عقار سيبرالكس، وبروزاك، وزولوفت، وسيروكسات، وعقاقير أخرى، بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي واتباع العادات الحياتية الصحية السليمة للنوم والغذاء وممارسة الرياضة، والتقليل من استعمال المنبهات، خاصة في الفترة المسائية والبعد عن التوتر والإجهاد النفسي، والأفكار السلبية، والاهتمام والمواظبة على الشعائر الدينية، والأذكار، والدعاء لما له من أثر إيجابي على الإحساس بالسكينة والطمأنينة والهدوء النفسي.

وندعو الله عز وجل أن يتم شفاؤك شفاًء لا يغادر سقمًا.