السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طبعاً تعلمون المكانة العالية التي أعطاها الله تعالى للوالدين، وانطلاقاً منها جعلت لي قاعدة أن أحاول جهدي طاعتهم، ودخلت مجال الطب رغماً عني؛ لأنها رغبة والديّ، وسافرت إلى أوكرانيا مكرهاً للدراسة هناك؛ لأنني لم أوفق لدخولها في بلدي، -وسبحان الله- كان فيها خيراً عظيماً، وحاولت الاجتهاد في هذا المجال، وأنهيت الدراسة -ولله الحمد- دون أن أتخصص ثم طلبوا مني العودة؛ وذلك بسبب ما أشيع عن هذا البلد، وأننا نشتري الشهادة، فعدنا ثم تقدمت للامتحان الأول ولم أنجح فيه، فكانت بداية نهاية ثقة والدي، وكنت أتلقى الشتائم، وسبب كل هذا هو التدين (رغم أن والدي من أكثر الناس لطفاً وهو طبيب وحاج)، ثم تفرغت بعد ذلك وانقطعت عن كل شيء إلا الدراسة، ولا أخرج إلا للصلاة وما ندر.
قررت وزارة التعليم عندنا أن تقيم دورة لنا في دمشق لتجهيزنا للامتحان، وكلفتنا ما يقارب الألف دولار، وكنت أراها أمراً للتجارة ورفضت، ولكنهم أصروا ثم قدمنا الامتحان بشكل ممتاز، ولكن النتيجة بعد حوالي الشهر تفاجئنا أنه لم ينجح ممن سجلوا في الدورة إلا القليل، ولم أكن من الناجحين ولله الحمد على كل حال، ولكنها قطّعت العلاقة مع الأهل، ولم يستحملوها ولم أجد أصعب من أن أرى الحزن والغضب في عيونهم وكلامهم بسبي، طبعاً الأمر مزعج له لأنه طبيب وبين زملائه، أعلم هذا وأشعر به.
والمشكلة أني لا أستطيع أن أجلس معهم لأن الحديث ينتهي في غالب الأحيان إلى أن أشعر بأني سأتدمر، ولم يعد عندي رغبة في أن أفتح كتاباً طبياً في الوقت الحالي، أمي أشارت لأبي بالعودة إلى أوكرانية، لكن أبي وأمي الآن يعيشون لوحدهم فجميع إخوتي في الخارج ولا أجد شجاعة بتركهم مع عدم رغبتي بالبقاء.
سؤالي باختصار: أنا أريد السفر للعمل الدعوي إضافة للاختصاص في أوكرانية، لا أطيق البقاء لأنني مقيد في البيت وخارج البيت ولم أجد سعادة إلا في العمل الدعوي، أهلي غير معارضين حالياً لسفري ولكن أخشى أن أتركهم لوحدهم، فما هو الأفضل؟
وجزاك الله خيراً على كل شيء.