السؤال
كنت مخطوبة من رجل وهو ذو مكانة مرموقة، كانت خطبة تقليدية، وبعدما بدأنا بالتحدث اكتشفت أن له أفكاراً تقليدية جداً، وهو أنه على المرأة الاستيقاظ باكراً، وأن تكون دوماً جميلة، حتى لا ينظر إلى غيرها، وأن تكون ذات قوام، أي بمعنى مملوءة، وكان هذا الذي يراه ينقصني.
علماً بأني لست نحيفة، ولكن تركيبة جسمي هكذا، ولا يمكن أن أغيره مهما فعلت، وكنت في كل مرة أقول له: إنه يجب أن يتقبلني كما أنا، فكان يقول: لا بأس ولكن يعود ليعطيني حلولاً من جديد.
كان إنساناً كتوماً جداً، فلم أكن أعرف عنه شيئاً، وكان هذا الأمر يزعجني، لم يكن يخبرني بأتفه الأمور.
في البداية وجدت صعوبةً في تقبل الأمر ولكن فيما بعد تقبلته، وكان يتناقض كثيراً في ما يخص مكان السكن بعد زواجنا، فكان يقول في بداية: الأمر أننا سنسكن في بيت أهله لمدة شهرين، ثم ننتقل بعد ذلك، لأجده يغير رأيه فيما بعد ليقول لي: إنه لا يعلم، يمكن أن نبقى أكثر.
علماً أنه يعمل في مدينة أخرى غير التي يقيم بها والده، كما علمت أنه أخفى عني أن له سكناً خاصاً به، وذلك لأنه لم يكن يريد من الفتاة التي ستتزوجه أن تعلم بذلك حتى لا تقبل طمعاً فيه، كما أخفى عني أنه يستأجر مسكناً خاصاً في المدينة التي يعمل فيها، فقد أخبرني أنه يسكن في مسكن العمال لكي يخبرني فيما بعد أحد مقرب منه أن ذلك أيضاً مسكنه الثاني، وليس مستأجراً كما كان يقول، وكنت أصلي الاستخارة كثيراً وبعدها أخبرتني زوجة صديقه أنه يجب علي فسخ خطوبتي منه، وأن الإنسان الذي توسط بيننا في الخطبة نادم، ولم تخبرني عن السبب، فقلت في نفسي هذه الاستخارة، وتركته، والآن أشعر أنني ظلمته.