الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط الأب تجاه من يتقدم لخطبة ابنته

السؤال

قمت بمراسلة أحد الأعضاء في الإنترنت بقصد الزّواج، فطلب صوراً بدون خمار، فبعثت له صورة مبسّطة كي يرى شعري فقط دون سواه، وأحسّ في بعض الأحيان بالذّنب، فما الحكم هنا؟
مع العلم أنّ الرّجل قد أعجبته كثيراً ويريدني زوجة، وعندما ينزل إلى بلدي سيطلبني من والدي، وإن رأيت منه لعباً أوقفته عند حدّه لأني لا أحبّ الاستهزاء، ولجأت إلى الإنترنت؛ لأنّ والدي يرفض بعض الخطّاب الّذين يتقدّمون لي بحجة أنّهم لا يملكون المواصفات المطلوبة، وها أنا أبحث عن تلك المواصفات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل/ ثنينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه لم تتضح لنا تلك المواصفات التي يضعها الوالد لمن يتقدم لطلب يدك، ولكن الواضح هو أنه يحبك ويعتبرك درة غالية، فأرجو أن يشكر لأجل مشاعره النبيلة.

أما بالنسبة للشروط والمواصفات التي يضعها لمن يستحقك فإننا ننظر فيها فإن كانت هي الدين والأخلاق والأمانة والقدرة على تحمل المسئولية، فلا نملك إلا أن نؤيده ونوافقه، وأي شرط ليس في كتاب الله وسنة نبيه فلا عبرة به ولا وزن له.

أرجو أن نوجه رسالة لكل الآباء والأمهات وندعوهم إلى أن يتركوا الفرصة كاملة لأبنائهم وبناتهم في مسألة الاختيار في الزواج، وأن يكون دورهم إرشادياً وتوجيهياً، ونحن دائماً نقول: قد ننجح في اختيار ثوب أو طعام لأبنائنا وبناتنا ولكننا قد نفشل في اختيار من يسعدهم في مسيرة الحياة، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

لا يخفى على أمثالك قصة الفتاة التي جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبي زوجني بابن ( يعني هو ابن عمها ) ليرفع من خسيسته وأنا كارهة، فجعل أمرها إليها فقالت الفتاة – بأدب المؤمنات – قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن يدرك الناس أن ليس للآباء في الأمر شيء.

نحن لا ننصح أي فتاة باللجوء إلى عالم الإنترنت لأنه ملئ بالذئاب.

نسأل الله أن يحفظ فتياتنا، ونتمنى أن تتوقفي عن التواصل مع الشاب وأن تتوبي مما حصل، ولا مانع من تصحيح الوضع وذلك بأن يطرق بابكم ويقابل الأهل فإذا وجدت في نفسك ميلا بعد المجيء وحصول الرؤية الشرعية، والاستخارة فاكتموا ما حصل وتوكلوا على الله عز وجل، ولا يخفى عليك أن معرفة الأهل بما حصل قد يدفعهم لمزيد من العناد، فلا تكرري ما حصل، واعلمي أن المؤمنة تحتكم لآداب هذا الدين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن لا يدفعك تأخر الخطاب أو شروط الوالد إلى الدخول في متاهات الإنترنت، واحرصي على أن تذهبي إلى مواطن الصالحات، ومراكز القرآن والمحاضرات، فلكل واحدة من الحاضرات أخ أو ابن يبحث عن أمثالك، واطلبي مساعدة الوالدة والمحارم إذا رفض الأب شخصاً مناسبا.

نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح.

والله الموفق.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً