الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في الانفصال عن الزوجة بحجة عدم الشعور بالراحة معها

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب مسلم مقيم حالياً بأمريكا حوالي 7 أشهر بفضل فتاة تزوجت بها، فقد تعرفت عليها بواسطة أهلي فكانوا يشجعوني على الزواج، وفي نفس الوقت الفرصة التي كنت أحلم بها وهي الذهاب إلى أمريكا.

لكن بعد الزواج لم أعد سعيداً لأن زوجتي لا تعرف كيف تتعامل معي وبالتالي أحس أني مخنوق، مع العلم أنها فتاة في نفس عمري ومحتجبة لكن لست مرتاحاً، أرجو منكم جواباً في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رشيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يبارك لكما وأن يبارك عليكما، وأن يجمع بينكما في خير، وأن يُعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يُصلح الأحوال، وأن يبارك في الآجال، وأن يحقق الآمال.
فإن الأيام الأولى للزوجين تحتاج إلى مقدارٍ عظيم من الصبر؛ حتى يعرف كل طرف صفات وأحوال الشريك الآخر، وهي مرحلة شدٍ وجذب، ولابد لكل طرف من تقديم بعض التنازلات ليكون اللقاء في منتصف الطريق.

وإذا كانت زوجتك محجبة فهذا يعني أنها مُطيعة لله، فذكرها بأن الذي فرض الحجاب أمرها أن تُحسن معاشرة الزوج، واجتهد في معاملتها بالحسنى، واعلموا أن حُسن العشرة لا يعني مجرد المعاملة الحسنة، ولكن يدخل فيه احتمال الأذى والصبر على الجفاء، ورحم الله أبو الدرداء الذي قال لزوجته: (إذا غضبت فرضني، وإذا غضبتِ رضيك، وإلا لم نصطحب).
ورغم أنه لم يتضح لنا لماذا لست مرتاحاً؟ إلا أننا ندعوك إلى الصبر والاجتهاد في تغيير أسلوبك، ومعرفة الأشياء التي تغضب زوجتك، كما أرجو أن تبين لها برفق ما تُعانيه وماذا تريد منها؟

ولا شك أن الأشياء التي تجلب السعادة الزوجية كثيرة، منها ما يلي:
1- اللجوء إلى الله، فإنه يجيب من دعاه: ((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ))[الفرقان:74].
2- المسارعة في الطاعات، قال تعالى: ((وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ))[الأنبياء:90].
3- معرفة مفاتيح شخصية الشريك وإدراك حالته النفسية.
4- التفاؤل وطرد اليأس، وتجنب الوساوس.
5- الصبر :
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد
6- الاعتدال في الغيرة.
7- عدم ذكر أخريات أم الزوجة.
8- النجاح في الفراش؛ وذلك بالاهتمام بالمداعبة اللطيفة واللمسة الحانية.
9- الاستماع الجيد، والتفاعل الإيجابي مع حديث المرأة.
10- الاهتمام بالنظافة، والثناء المفصل على جوانب الجمال والأناقة فيها.
11- الثناء عليها، وذكر أهلها بالخير.
12- عدم الغياب خارج المنزل.
13- تجنب الصمت الممل، وعدم ترك المشاكل دون حلول.
14- الإشباع العاطفي.
15- التكيف مع الأوضاع.
16- الحوار الهادئ والتفاوض والتشاور.

ولست أدري هل زوجتك مرتاحة؟ وهل تعبر لك عن مشاعرها؟ فإذا كان الجواب بنعم، فما عليك إلا أن تبادر بطرح ما تُعانيه برفق ولطف، وإذا كانت هي أيضاً غير مرتاحة فإن الأمر يحتاج إلى جلسات هادئة للحوار والتفاوض الذي أرجو أن يبدأ بذكر المحاسن والإيجابيات أولاً، ثم نعرج برفق إلى مواطن الخلل ونحاول علاجها أو التقليل منها أو استبدالها، أو تغيير مجاريها، فالغضب مثلاً من أركان الأخلاق السيئة، فإن فشلنا في تغييره فإننا نجعله لله بأن لا نغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله، ومن الضروري أن يفهم كل طرف شخصية الآخر، ويدرك جوانب الخلل حتى نتعاون على الإصلاح.
والله ولي الهداية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً