السؤال
السلام عليكم، جزاكم الله الجنة على هذا الموقع الأكثر من رائع.
أنا فتاة عمري 22 سنة، أذنبت ذنبا، وكلي رجاء في أن يقبل الله توبتي ويسترني، وقصتي هي أنني كنت ألعب لعبة عبر الأنترنت وبها شات، فطلب إضافتي شاب ليلعب معي هذه اللعبة، قبلت الإضافة للعب، لا أكثر، ولكن جلسنا نلعب ونتكلم، وكانت كل اللعبة مزحا وضحكا لا أكثر، أصبحت كلما دخلت إلى هذه اللعبة ألعب معه، إلى أن طلب مني الإضافة في برنامج تواصل، رفضت في البداية، ثم وافقت وأضفته لفترة يومين فقط، ثم خفت من الله، وتضايقت مما فعلت، وحذفته من البرنامج ومن اللعبة أيضاً.
سجل بحساب آخر، وباسم امرأة، وقبلت الإضافة، وإذا به هو، ويسألني لما حذفته؟ تكلمت معه، وعدنا نلعب كما السابق، ورجعت وأضفته في برنامج التواصل، وأصبحنا نتكلم، وكان ينصحني، ويقول: انتبهي لا تقبلي أي أحد، من الممكن أن يهكر جهازك ويسحب الصور، وكان يحلف لي أنه لن يؤذيني، وإننا مجرد أصدقاء، ولم يكن يهتم كثيرا بالمحادثات والكلام إلا في وقت فراغه.
أحسست أنه إنسان طيب، ولم يكن مؤذيا، أو أنه يقصد شيئا غير مناسب، وكلامه عادي جدا، يسرد قصص رحلاته، وكنت أنا من تبحث عنه إذا تأخر لأكثر من يوم، كان يحدثني عن مواقف وقصص في حياته، وعن زميلته في العمل، وعن تصرفاتها المشينة، وطلب مني محادثتها ومناصحتها، لكنني رفضت، وقليل ما بدر منه كلاما غير لائق، وإن فعل كنت أغضب منه، حتى أنه شك في كوني فتاة، لأنني أرفض الكلام غير اللائق.
وفي يوم طلب صورتي، مع العلم أنه كان يرسل لي صوره، فضعفت، ولا أعلم أين كان عقلي، ولكن الله أراد ذلك، مع العلم أنني من النوع المتشدد، لكنني لا أعلم ماذا حصل لي، فأرسلت له صورة، وطلبت منه أن لا يحفظها، وكنت أحس من كلامه وأسلوبه أنه لم يرد إيذائي، وأنه فعلا سوف يمسحها.
بعد مرور يومين، أحسست أنني في ضيق، وأن ما أفعله خطأ، ويجب أن أتوب، فكلمته وقلت له، فوافقني، وأقسم أنه لن يفعل ما يضرني، ونصحني أن أهلي ودراستي أهم شيء، وأنه سوف يرحل لو طلبت منه ذلك بشرط أن أتوقف عن الدخول إلى اللعبة.
أنا تبت إلى الله، وأعلم أن ذنبي عظيم، وأنني أخطأت خطئا كبيرا، ولكنني الآن يا شيخ أعيش في حالة قلق وخوف، نزل وزني، ولم أعد أستطيع النوم، وأصبح الجميع يلاحظ تغيري، وأصبحت هادئة، مع العلم أنني من النوع الذي يحب المزح والضحك، وأضفي على المكان جو الفكاهة والمرح.
أفتقد نفسي القديمة وراحتي يا شيخ، ماذا أفعل؟ أخاف أن تنتشر صوري، وهو حلف أنه لم يحفظها، وأنه قد مسحها، لكن الشيطان يوسوس لي بأفكار سيئة جدا، أنا قلقة، وأعيش الخوف، والبال مشغول جدا، أهذا عقاب من الله لي؟ وكيف أعرف أن الله قد قبل توبتي؟ والله أنني تائبة إليه، راجية عفوه، هل أعود وأضيف هذا الشاب، وأسأله مرة أخرى عن الصورة، أم أكتفي بكلامه السابق، وألجأ إلى الله -وكفى به وكيلا-؟ ليس لدي أحد أشكو إليه إلا الله، ثم أنتم، وأعتذر على الإطالة، لكن ماذا أفعل لكي تعود نفسيتي كما في السابق، وتذهب عني أفكاري السيئة، ويسترني ربي ويغفر لي؟