السؤال
السلام عليكم
لقد أرسلت لكم استشارة سابقة برقم (2240336)، مشكلتي الآن منذ أن رجعت لزوجي لاحظت أن كلما حصلت مشكلة من المشاكل العادية البسيطة التي تحدث في أي منزل، أن زوجي سواء كان مخطئا أو غير مخطئ لا يبادرني أبدا بالتفاهم، وأنا التي عادة تبدأ بحل الخلاف، جلست معه وأفهمته أن في الحياة الزوجية لا بد من التضحية والتنازلات، وأنه ليس هناك وجود للكرامة أو الكبر بين الزوجين، وكان متفاهما جدا ووعدني بالتغير، ولكن للأسف في كل مرة يحصل سوء فهم بيننا فإنه يستمر في الخصام وعدم الكلام بالأيام والأسابيع، وحتى يمكن أن تصل إلى شهر مالم أبادر أنا بالتفاهم ومناقشته ومحاولة الوصول إلى حل للخلاف، مع العلم أنني بمجرد الحديث معه فإنه يكون متفاهما جدا ويعتذر ويعد بعدم تكرار المشكلة إن كان هو المخطئ.
في آخر خلاف حصل كنت أنا المخطئة، وكان الخلاف تافها جدا، بعد يوم من الخلاف ذهبت إليه واعتذرت، ثم عاتبته بلطف لعدم احتوائه المشكلة ومبادرته بالتفاهم، ولكنه كان غاضبا وقال بأنه غاضب وليس لديه استعداد فتركته بحزن حتى يهدأ، ونويت عدم العودة له حتى يعود هو، وكنت أمارس حياتي الطبيعية جدا، وكنت ألاحظ أنه ثائر طوال الوقت ويختلق الأسباب للخصام ورفع الصوت، مع العلم أن هذه ليست طبيعته، وكنت أحاول تجنبه قدر المستطاع حتى لا أنغص على بناتي تمتعهم بإجازة عيد الحج.
وفي يوم الجمعة طلبت منه إحدى بناته الخروج مع عائلتي في نزهة عائليه فرفض واعتذر بعدم وجود وقت لديه، مع أنه كان جالسا طوال الوقت في المنزل على جهاز الكمبيوتر للتسلية، ثم طلبت منه ابنته الأخرى الذهاب لمنزل عائلتي حيث أنه رفض الخروج بنا للنزهة فرفض كذلك، حينها طفح بي الكيل وعندما طلب مني إعداد القهوة رفضت فانصدم مني، حيث أنه لم يعتد التمرد مني أبدا، فناقشته بأنه (أنت جعلت الخلاف الذي بيننا يمتد ويؤثر على جو الأسرة بعصبيتك طوال الوقت، ومن حقي الرفض من غير سبب مثلما أنت رفضت من غير سبب فقط لمجرد أنك غاضب) فثارت ثائرته وأمرني بجمع ملابسي والذهاب إلى أهلي، وللأسف كنت قد استنفدت صبري طوال الأيام السابقة في تجنب غضبه وتحمل ثورته، فقمت بحزم حقائبي وحينها شعرت بتردده حيث أمرني بترك بناتي أملا منه أن أرفض، حيث يعلم هو أن بناتي هم نقطة ضعفي، ولكني استودعت بناتي عند ربي وذهبت لأهلي.
ماذا علي أن أفعله الآن؟ زوجي ليس بالإنسان السيء أبدا، حيث أنه يسلمني زمام كل أمور المنزل وتدبير جميع الأمور المادية والمعنوية ومشاكل البنات، ويستشيرني في كل شيء، وهو إنسان محافظ ويستجيب للنصح جدا -ولله الحمد-، ومعروف لدى أهلي بالطيب إلى حد السذاجة تقريبا حيث أنني أنا المدبرة والمتحكمة في جميع الأمور تقريبا، إلا أنني لا أحاول أبدا إظهار ذلك له بل على العكس تماما أشعره دائما برجولته وأمتدح صفاته أمام بناته، ودائما إذا أردت عمل شيء فإنني أستأذنه أولا، وأشعره بأنه هو المسؤول مع علمي بأن الأمر في الأخير موكل لي، أنا لا أريد أن يؤول الأمر إلى السوء، ولكن في ذات الوقت أريد لزوجي أن يقدرني وأن لا يكرر ما فعله مرة أخرى، أريده أن يشعر بعاقبة فعلته وأن يتمالك أعصابه مستقبلا، حيث أنه هو الرجل والمفروض أن يكون أحكم وأعقل في مثل هذه المواقف، هل أخبر أهلي وتكبر المشكلة؟ حيث أن أهلي لا يعلمون إلى الآن بالمشكلة، وهو لم يسمح لي بأخذ جميع أغراضي بحجة أنها ثقيلة، وجئت لأهلي بحقيبة صغيرة وأوهمتهم أنني جئت بقصد النقاهة والراحة، أو هل أتركه حتى يأتي هو ويبادر بالتفاهم؟
جزاكم الله خير الجزاء.