السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم بالشكر إلى القائمين على الموقع لما يقدمه من فوائد جمة وحلولا لكافة الناس والمسلمين، فأنا متابع للموقع منذ سنين وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أخي المستشار: أنا أمر بحالة نفسية بحتة وسأذكر لكم شيئا من حياتي لبيان ظروف إصابتي بهذه الحالة النفسية.
أنا شاب نشأت في ظروف عادية جدا وتزوجت زواجا تقليديا، أحببت زوجتي جدا وهي أيضا أحبتني جدا وكنا متوافقين في كل شيء، الوضع الاجتماعي والمادي حتى في الشكل وكنت بطبعي غيورا جدا، وزوجتي استجابت لي في أغلب طلباتي بسبب غيريتي هذه، مثل لبس النقاب وعدم الكلام مع فلان وفلان وهكذا.
مرت بنا ثلاث سنوات حدثت بيننا مشاكل كثيرة، وكنت غالبا لا أبتدئ بالمصالحة أبدا بل هي التي كانت ترضيني، وقد تعودت على ذلك وأنا لم أكن أقصر معها في شيء، لكن عصبيتي كانت دائمة وغيرتي شديدة، إلى أن جاء يوم سافرت زوجتي إجازتها السنوية حيث أنني مغترب وهي تقيم معي وتسافر كل سنة إلى أهلها.
كنت متفقا معها أنها تجلس 3 شهور، ولكن بعد شهر واحد اشتقت لها ولأطفالي، وطلبت منها الرجوع وقطع الإجازة، وتكتفي بالشهر لكنها رفضت بداية، وغضبت أنا ثم رجعت وكلمتني تلفونيا واعتذرت وقالت إنها سترجع، ولكن والدها عنفها وطلب منها أن تجلس لحضور عرس أخيها، فبلغتني زوجتي وقد نفذ صبري، فلم أكن أستطيع تحمل غيابهم أكثر من شهر، فقلت لزوجتي لن أسمح لك بالجلوس ارجعي فورا، فأصبحت زوجتي بين نارين أنا وأبوها.
كلمتني زوجتي تلفونيا وقالت: لن أرجع لك مرة أخرى، وأنهت المكالمة، واختارت رضا والدها على رضاي، ومنذ تلك اللحظة بالضبط أصبت بحالة نفسية وشعور باكتئاب حاد جدا، حاولت أن أفعل أي شيء للخروج من هذه الحالة لكن بلا جدوى، بعد ثلاثة أيام من تلك المكالمة كلمت زوجتي واعتذرت أنا لها، ليس من أجلها، ولكن للخروج من هذه الحالة النفسية وقبلت زوجتي الاعتذار، وطلبت مني الاتصال بوالدها لارضائه أيضا، وفعلت ورجعت الأمور لمجاريها، ورجعت زوجتي وانتهى كل شيء.
أكتب إليكم الآن وزوجتي معي في الغربة، وأمورنا طيبة وكل شيء أصبح على ما يرام، ولكن ما زالت الحالة النفسية تلازمني، لقد تغيرت تماما من شاب شديد الثقة بالنفس إلى شاب عديم الثقة بالنفس، من شاب طموح إلى شاب متشائم جدا، من نشاط إلى كسل، من شاب كان دائما مبتسما إلى شاب دائما شارد الذهن.
فقدت الثقة بنفسي تماما، وزوجتي تشعر بذلك وأصبحت إنسانا غير طبيعيا، ولكنني أحاول أن أخفي عنها بقدر الإمكان، أصبحت لا أحب العمل، أنتظر عودتي إلى البيت بفارغ الصبر لعدم رغبتي في أي شيء، وحصلت لي بعض الأعراض بسبب هذه الحالة :
أولا: لا يمر أسبوع إلا وأحلم أن زوجتي تخونني وأقوم من الفراش، وأتمنى الموت بسبب هذا الحلم.
ثانيا: أصبحت كثير المعاشرة الجنسية لزوجتي بطريقة غريبة، لم أكن معتادا عليها بشكل يومي.
ثالثا: يأتيني إحساس أنني لا أستطيع العيش بدون زوجتي، وأوقات أشعر أنني لو طلقتها سأرتاح.
رابعا: لو حدثت الآن أي مشكلة بسيطة جدا بيني وبين زوجتي، ترجع لي الحالة النفسية وتزداد علي.
فمنذ أن فضلت زوجتي والدها علي وأنا مصاب بتلك الحالة النفسية، زوجتي هذه التي كانت تحبني حبا جنونيا لدرجة أنها طلبت مني الدخول عليها أيام الملكة بدون علم أهلها، وأنا رفضت خوفا عليها، والآن تفضل أهلها علي.
أخي المستشار: أعطني حلا سواء كان علاجا أو أن أذهب إلى طبيب نفسي، وأنا سأمشي على خطواتك بإذن الله، فأنا أشعر أنني مصاب بشيء نفسي غريب، فكل الأمور من حولي مرضية، وزوجتي تحاول إرضائي الآن، ولكن ما زلت حزينا جدا، أرجوك خلصني من هذا الإحساس أريد استعادة الثقة بنفسي، أشعر أنني لن أرتاح إلا إذا شعرت أنني أستطيع الاستغناء عن زوجتي، إذا أردت ذلك فأنا أشعر أنني مفتون بها.
جزاك الله خير الجزاء، آسف جدا على الإطالة.