السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لديّ مشكلة أرقت تفكيري أطرحها بين أيديكم، علّي أجد بين حروفكم بارقة أمل بعد المولى سبحانه.
أنا فتاة متدينة -ولله الحمد-، وصلت لسن الثامنة والعشرين، تردد علي خُطاب كُثر، وفي كل مرة يأتي ما يفسد كل خطبة، والسبب الأول والأخير تفكير أهلي العقيم، وحرصهم الزائد عن الحاجة، الذي أفقدني صوابي، ليس في هذا الموضوع بل في كل شأن من شؤون حياتي، أضحيت يائسة، والهم في صدري يزداد يوماً عن يوم، مللت كل شيء يربطني بهم، فعمري يسير، وغصوني تذبل، وهم لا زالوا على حالهم غير آبهين بالوجع الذي يخلفونه كل مرة، لدرجة وصل بهم الحال أن يقولوا: عيشي طيلة حياتك عزباء!
وهم في الوقت نفسه يقفون كالأبواب الموصدة لأمنياتي وطموحاتي في هذه الحياة، وبين لحظة وأخرى يزعمون محبة الخير لي، ولا أرى منهم إلا سد كل باب خير أرتجي ولوجه، آخر خطبة كانت من أيام قلائل، -والحمد لله- استخرت وارتحت للخاطب، وهو أيضاً رد بذلك، وأهلي وبالذات أخي الذي يصغرني كان مرتاح نسبياً ووالدي معه، لم تكتمل فرحتي بموافقتهم حتى بدأ معهم مشوار التفكير بالمستقبل، وما الذي سيحدث لي فيه؟ .. إلخ، وكلام لا ينطق به عاقل، ما المستقبل إلا بيد الله سبحانه، وهو ما ضيعني يوماً ولن يضيعني.
تفطرت عيني كمداً من الحزن الذي اقترفته أيديهم بيّ، وأخذوا يقررون بالنيابة عني من آخذ، وماذا سأصنع؟ وكيف سأعيش؟ وكأني قطعة أثاث في المنزل، لا تملك من الاحترام والكرامة والإحساس شيء، ويصمونني بأني مستعجلة وأريد الزواج بأي شكل من الأشكال، وربي ما هذا من الحقيقة بشيء، وإلا لما بلغت هذا العمر وأنا أبلع أذاهم، وأنا كأي بنت، أرغب بالستر والاستقرار، وأن أكون أماً مثل أي أنثى على وجه الأرض، وأن أتزوج وفق ما أباح لي الشارع، لكن انتهى بي الحال من شدة غضبي أن أقول: إذن لا تذكروا أمامي موضوع الزواج والخطبة ما دام وضعكم هو ذاته في كل موضوع. فعلاً مللت، صبرت وتصبرت لكن العضل ديدنهم، وهو ما يرمون إليه في النهاية، حسبنا الله ونعم الوكيل.
أسألكم بالله: هل هذا من الدين في شيء؟ هل يرضى الله أن تحجر المرأة، وتحرم من حقوقها باسم ولي الأمر؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم، لعلي أجد السلوى مع هذا البلاء العظيم الذي حطم أمنياتي.