الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الخطوات العلاجية لمن أصيب بوسواس الموت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم أيها القائمون على هذا العمل المبارك، وأسأل الله العظيم أن يجعله في موازين حسناتكم.

سؤالي هو: منذ سنة ونصف تقريبا أصبت بمرض وسواس الموت, وذهبت إلى طبيب نفسي, فأعطاني دواء زيپام و دواء آخر لمدة 40 يوما, تحسنت قليلا وعدت إلى الطبيب فخفض الجرعة, وبقيت أتناول زيپام لمدة عام, ثم شفيت والحمد لله من وسواس الموت, عندها قررت أن أقلع عن تناول الدواء بنفسي, وأقلعت عنه لمدة شهر, وأحسست بأعراض أخرى, مثل أنني سوف أفقد السيطرة على نفسي وعلى عقلي, وكأنني في بعض الأحيان أحلم.

ذهبت إلى طبيب آخر, فوصف لي زولفت 50 مغ, وأنا آخذه منذ شهرين, ولم يعط الدواء مفعوله, فمتى سأشعر بتحسن؟ وما هي نصيحتك لي؟

أرجو منكم إعطائي بعض النصائح لأتبعها, وآسف على الإطالة، أتمنى إفادتي بأسرع وقت ممكن، وجزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yassin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد ذكرت أنك أصبت بمرض الوسواس حول الموت، وهذه نسميها بالمخاوف الوسواسية، وهي نوع من القلق النفسي الذي قد يكون مصحوبًا أيضًا ببعض الأعراض الاكتئابية البسيطة.

النصائح التي نوجها إليك هي أولا: هو أن تتجاهل هذه الوساوس، وهذا قد يكون ليس بالسهل، لكن قد يكون ليس بالمستحيل أيضًا، فحاول أن تحقر هذا الوسواس، وتعامل معه كفكر سخيف لا يستحق أن تهتم به.

ثانيًا: حاول أن تعيش حياة صحية طيبة، مارس التمارين الرياضية، فهي مفيدة جدًّا، فكن حريصًا عليها، واجعل غذائك من النوع المنضبط والمتوازن.

ثالثًا: كن حريصًا على أذكار الصباح والمساء، هذه تطمئن الإنسان كثيرًا، خاصة فيما يخص موضوع الموت.

رابعًا: أرجو أن تجتهد في دراستك، وعليك أيضًا أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وأن ترفه عن نفسك بما هو طيب ومباح ومتاح، وأن تكون لك مشاركات اجتماعية، وأن تأخذ مبادرات على نطاق الأسرة.

هذا كله يجعلك إنسانًا فعالا، والإنسان حين يكون فعالا لا يعطي مجالا للفراغ، لأن الفراغ هو أحد الوسائل التي يدخل من خلال الوسواس إلى نفس الإنسان.

نصيحتي الأخرى لك هي أن تطبق تمارين الاسترخاء، أهمية تمارين الاسترخاء تأتي في أن الخوف والوسواس هو أصلا نوع من القلق، وخير مضاد للقلق هو الاسترخاء، لذا هذه التمارين تمارين مثبتة الفعالية، جيدة، خاصة إذا طُبقت بصورة صحيحة وداوم الإنسان على ممارستها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها, وتقرأ تفاصيلها, وتحاول أن تطبق محتواها، سوف تجد فيها فائدة كبيرة جدًّا.

النصيحة الأخيرة هي: عقار زولفت الذي تناولته لمدة شهرين وبجرعة خمسين مليجرامًا، هو من أفضل الأدوية التي تعالج المخاوف الوسواسية، لكن حبة واحدة –أي خمسين مليجرامًا– لا تعتبر كافية، لأن الوساوس والمخاوف لا تستجيب إلا لمائة وخمسين مليجرامًا في اليوم –أي ثلاث حبات– فأرى أنه بعد التشاور مع طبيبك أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء، استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، بعد ذلك ارفعها إلى ثلاث حبات في اليوم، تناول حبة صباحًا وحبتين في المساء.

هذه الجرعة العلاجية هي الجرعة الصحيحة، وهي سليمة جدًّا تناولها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية, وهي حبة واحدة في اليوم، وهذه يجب أن تتناولها على الأقل لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، وأعتقد بذلك تكون قد أكملت البرنامج العلاجي الدوائي، وتواصل في الإرشادات السلوكية التي ذكرناها لك، وهذا -إن شاء الله تعالى– يجعلك تعيش حياة صحية، وبذلك يكتمل ويتواصل التعافي -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً