السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الجميل، -وإن شاء الله- يكون في ميزان حسناتكم.

أعاني من وسواس الموت منذ تقريبا شهرين، كنت دائمًا أخاف من الموت، وأخاف من أي شيء يذكرني بالموت، وكانت دائمًا عندي نوبات هلع، ولكني -والحمد لله- التزمت، وأصلي، وبعد فترة من الزمن بحوالي شهر زال الخوف مني، ولكني دائمًا أقول لنفسي: إني سأموت اليوم. وكل يوم على هذا الحال، ونفسيتي متعبة قليلاً -والحمد لله-.

دائما عندما أكون على السرير قلبي يدق بسرعة، ولا أدرى ما المشكلة! فأرجوك ساعدني يا دكتور، فأنا دائماً أحس أني سأموت، لكن بدون خوف، وقلبي يدق دائمًا عند النوم، علماً أن عمري 19 سنة، وقد ذهبت لدكتور باطني، وعملت التحاليل، -والحمد لله- سليمة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

غالبًا تكون حدثت لك نوبة تسمى بنوبة الهلع أو الفزع، وهو نوع من القلق المفاجئ الذي يتميز بوجود ضربات متسارعة ناشئة من القلب، ينتج عنها خوف شديد، وهذا الخوف يعطي الشعور أيضًا بأن المنيَّة قد اقتربت، مما يتولَّد عنه مستقبلاً ووسوسة، وخوف حول الموت.

هذا هو الذي حدث لك في الغالب، وأنا أقول لك: إن هذه الحالة حالة قلقية، وليس أكثر من ذلك، فحاول أن تصحح مفاهيمك لمقاومة هذه الأفكار، وذلك من خلال اليقين القاطع بأن الحياة والموت هي بيد الله تعالى، وأن الخوف من الموت لا يؤخر ولا يزيد في عمر الإنسان لحظة واحدة.

ومن المهم جدًّا أن تحقّر هذه الفكرة، ليست فكرة الموت نفسه، فالموت حق، والإنسان يجب أن يعمل لما بعد الموت، لكن الفكرة بشكلها ووضعها وكيفيتها التي سردتها هي فكرة مرضية، لذا يجب أن تُحقَّر.

هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وجد أنها مفيدة جدًّا للقضاء على مثل هذه المخاوف والوسوسة المصاحبة لها، وتتكون من جزئين رئيسيين: تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين قبض وفك العضلات، والاسترخاء بالرغم من أنه حركات جسدية، لكن لابد أن يكون المكوّن النفسي موجودا فيه، يعني أن الإنسان يجر نفسه فعلاً ليجعلها مسترخية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع لها وتطلع عليها، وتطبق هذه التمارين بدقة بمعدل مرة في الصباح، ومرة في المساء، وسوف تستفيد منها كثيرًا.

اصرف انتباهك نحو الدراسة - هذا شيء مهم جدًّا – والنوم المبكر أيضًا سوف يساعدك لتستيقظ مبكرًا، وحين تستيقظ مبكرًا سوف تحس بالنشاط والتفاؤل، وبقبول الحياة، وستزداد فعاليتك وإيجابياتك، وهذا كله يطور من مهاراتك، مما يجعل شبح الخوف من الموت بصورته المرضية يزول عنك تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.