السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
بعد الشكر والتحية أنقل لكم مشكلتي التي تكمن في ضعف شخصيتي، والنظرة الدونية التي أنظرها لنفسي، وينظرها الآخرون لي، لم أكن أدرك في صغري هذا الضعف، رغم إدراك من حولي إلى أن اصطدمت بالحياة العملية، وبدأ يتكشف لي عجزي، فأنا إنسانة جبانة، ليس عندي روح مبادرة، لا أستطيع أن أخدم أحدا، لا أستطيع أن أكون صداقات حميمة، حتى لو رغبت في التواصل، أي أني غير مقبولة، فالناس تحب القوي النافع، صاحب النكتة أو من له حضور معين، يتقن الحديث عن ذاته، وإنجازاته، مهما كانت سخيفة، مشكلتي كبرت معي، وأصبحت أحس بأنني عبء على الحياة.
أنا أم لبنتين وولد، البنت في الخامسة عشرة، والولد في الثالثة عشرة، والصغرى في الثامنة، أحس بأن أولادي يشبهونني، ولا أريد لهم ذلك، أخشى عليهم أن يكونوا عاجزين مثلي، من حولي لا يدركون ذلك، أهلي رغم أنهم ساعدوني في تربية أبنائي إلا أنهم لا يثقون بقدراتي، حتى أني لم أعد أعرف حقيقة مشاعرهم نحوي، فبنيت بيني وبينهم حاجزا يكبر مع الزمن، حتى مشاعرهم نحوي كأنها تنتقل لأبنائي، الولد معجب بنفسه، البنت مخبولة مثل أمها، عدا عن المقارنات الدائمة بينهم وبين أبناء أخي وأخواتي، المتقاربين جميعا في الأعمار، هذا أفقدني الإحساس بالحب، والشعور بالجميل، والمعروف الذي غمرني به أهلي، أما زوجي فحاولت أن أتخذه صديقا، أشكو إليه همومي فلم يعرني اهتماما، ويرى أنني لا بأس بي، ربما يعجبه ضعفي، إلا أنه يوجه اللوم لأهلي، ليس مباشرة طبعا، ولكنه يحس بعدم احترامهم لي، ويزيد من حساسيته أنه ابن عمتي، ربما ترون مشكلتي مملة وسخيفة، ولكني لا أجد لها حلا يريحني، فأنا في قلق دائم، وليس لي صديقة أبوح لها بما في نفسي، أعتذر للإطالة رغم أني لم أقل كل ما أريد، سامحوني، وساعدوني، لا أريد سوى رضا الوالدين، وتربيه أبنائي بطريقة صحيحة.
ولكم جزيل الشكر.