الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15684 6916 - (16116) - (4\4 - 5) عن عبد الله بن الزبير، قال : خاصم رجل من الأنصار الزبير، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري للزبير : سرح الماء، فأبى فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسق يا زبير، ثم أرسل إلى جارك " فغضب الأنصاري، فقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك، فتلون وجهه ثم قال : " احبس الماء حتى يبلغ إلى الجدر " قال الزبير : والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم إلى قوله : ويسلموا تسليما [النساء : 65] .

التالي السابق


* قوله : "في شراج الحرة" : - بكسر الشين المعجمة آخره جيم - جمع : شرجة - بفتح فسكون - ، وهي مسايل الماء بالحرة - بفتح فتشديد - ، وهي أرض ذات حجارة سود .

[ ص: 239 ] * "سرح" : أمر من التسريح; أي : أرسل .

* "اسق" : بقطع الهمزة ووصلها .

* "أن كان" : - بفتح الهمزة - : حرف مصدري ، أو مخفف "أن" واللام مقدرة; أي : حكمت بذلك لكونه ابن عمتك ، وروي بكسر الهمزة على أنه مخفف "إن" ، والجملة استئنافية في موضع التعليل .

* "فتلون" : أي : تغير ، وظهر فيه أثار الغضب .

* "إلى الجدر" : - بفتح الجيم وكسرها وسكون الدال المهملة - ، وهو الجدار ، قيل : المراد به : ما رفع حول المزرعة كالجدار ، وقيل : أصول الشجر ، أمره صلى الله عليه وسلم أولا بالمسامحة والإيثار بأن يسقي شيئا يسيرا ، ثم يرسله إلى جاره ، فلما قال الأنصاري ما قال ، وجهل حقه ، أمره بأن يأخذ تمام حقه ، ويستوفيه; فإنه أصلح له ، وفي الزجر أبلغ ، وقول الأنصاري ما قال وقع منه بشدة الغضب بلا اختيار منه إن كان مسلما ، ويحتمل أنه كان منافقا ، وقيل له : أنصاري; لاتحاد القبيلة ، وقد جاء في "النسائي" أنه حضر بدرا ، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية