الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  5577 - حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ، ثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري ، أن عامر بن ربيعة العدوي مر على سهل وهو يغتسل في الخرار ، فقال : والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ، فلبط سهل ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل : يا رسول الله ، هل لك في سهل بن حنيف ، والله ما يرفع رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تتهمون به من أحد ؟ " ، قالوا : نعم يا رسول الله ، مر عليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل ، فقال : والله ما رأيت كاليوم قط ولا جلد مخبأة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة ، فتغيظ عليه وقال : " علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إن لا تبرك اغسل له " ، فغسل له عامر ، فراح سهل مع الركب .

                                                                  قال ابن شهاب : " الغسل الذي أدركنا علماءنا يصنعون ، أن يؤتى بالرجل بالذي يعين صاحبه بالقدح فيه الماء ويمسك له مرفوعا من الأرض ، فيدخل الذي يعين يده اليمنى في الماء ، فيصب على وجهه صبة واحدة في [ ص: 81 ] القدح ، ثم يدخل اليسرى في الماء ، فيغسل يده اليمنى صبة واحدة في القدح ، ثم يدخل يده اليمنى فيغسل يده اليسرى صبة واحدة إلى المرفقين ، ثم يدخل يديه جميعا في الماء فيغسل صدره صبة واحدة في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى فيغرف من الماء فيصبه على ظهر كفه اليمنى صبة واحدة في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفق يده اليمنى صبة واحدة في القدح ، وهو في يده إلى عنقه ، ثم يفعل مثل ذلك في مرفق يده اليسرى ، ثم يفعل مثل ذلك في ظهر قدمه اليمنى ، من عند أصول الأصابع واليسرى كذلك ، ثم يدخل يده اليسرى ، فيصب على ظهر ركبته اليمنى ، ثم يفعل باليسرى مثل ذلك ، ثم يغمس داخلة إزاره اليمنى ، ثم يقوم الذي في يده القدح بالقدح ، فيصبه على ظهر ركبته اليمنى ، ثم يقوم الذي في يده القدح بالقدح ، فيصبه على رأس المعيون من ورائه ، ثم يكفأ القدح على وجه الأرض من ورائه " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية