الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 48 ] وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا ؛ اختلف الناس في القرن؛ (فقال قوم: القرن عشر سنين؛ وقال قوم: ثلاثون سنة؛ وقال قوم: أربعون سنة؛ وقال قوم: سبعون سنة؛ وقالوا: مائة سنة؛ وقال قوم: مائة وعشرون سنة؛ والقرن - والله أعلم - مقدار التوسط في أعمار أهل الزمان؛ فالقرن في قوم نوح على مقدار أعمارهم؛ واشتقاقه من "الاقتران"؛ فكأنه المقدار الذي هو أكبر ما يقترن فيه أهل ذلك الزمان في بقائهم؛ وقوله - عز وجل -: فنقبوا في البلاد هل من محيص ؛ وقرئت: "فنقبوا"؛ بالتشديد؛ والتخفيف؛ المعنى: "طوقوا؛ وفتشوا؛ فلم يروا محيصا من الموت"؛ قال امرؤ القيس:


                                                                                                                                                                                                                                        لقد نقبت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب



                                                                                                                                                                                                                                        وتقرأ: "فنقبوا في البلاد"؛ أي: "فتشوا؛ وانظروا"؛ ومن هذا "نقيب القوم"؛ للذي يعرف أمرهم؛ مثل: "العريف".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية