الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4261 / 1 ] وقال عبد بن حميد: ثنا عبيد الله بن موسى، أبنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي، فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعوا للنجاشي هدية، قال: فقدمنا وقدما على النجاشي، فأتوه بهديته فقبلها وسجدوا له، ثم قال له عمرو بن العاص: إن قوما منا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك. فقال لهم النجاشي: في أرضي ؟ قالوا: نعم. قال: فبعث إلينا فقال لنا جعفر: لا يتكلمن منكم أحد فأنا خطيبكم اليوم. فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلسه وعمرو بن العاص عن يمينه وعمارة بن الوليد عن يساره، والقسيسون والرهبان جلوس ( سماطي) وقد قال له عمرو بن العاص وعمارة: إنهم لا يسجدون لك فلما انتهينا إليه دنونا، قال من عنده من القسيسين والرهبان: اسجدوا للملك. فقال جعفر: لا نسجد [ ص: 78 ] إلا لله - عز وجل. قال: فلما انتهينا إلى النجاشي قال: ما منعك أن تسجد ؟ قال: لا نسجد إلا لله - عز وجل. قال له النجاشي: وما ذاك ؟ قال: إن الله - عز وجل - بعث فينا رسوله، وهو الذي بشر به عيسى ابن مريم - عليه السلام - ( برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) ، قال: فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، وأمرنا بالمعروف، ونهانا عن المنكر. قال: فأعجب النجاشي قوله، فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال: أصلح الله الملك، إنهم يخالفونك في ابن مريم. قال النجاشي لجعفر: ما يقول صاحبك في ابن مريم ؟ قال: يقول فيه قول الله - عز وجل - : هو روح الله وكلمته أخرجه من العذراء البتول التي لم يقربها بشر قال: فتناول النجاشي عودا من الأرض، وقال: يا معشر القسيسين والرهبان، ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه، مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه، امكثوا في أرضي ما شئتم وأمر لنا بطعام وكسوة، وقال: ردوا على هذين هديتهم. قال: وكان عمرو بن العاص رجلا قصيرا، وكان عمارة بن الوليد رجلا جميلا، قال: فأقبلا في البحر إلى النجاشي، فشربوا من الخمر، ومع عمرو بن العاص امرأته، فلما شربوا من الخمر، قال عمارة لعمرو: مر امرأتك فلتقبلني. قال عمرو أما تستحي فأخذ عمارة عمرا فرمى به في البحر، فجعل عمرو يناشد عمارة حتى أدخله السفينة، فحقد عليه عمرو ذلك، فقال عمرو للنجاشي: إنك إذا خرجت خلف عمارة في أهلك. قال: فدعا النجاشي بعمارة فنفخ في إحليله فصار مع الوحش . هذا إسناد رواته ثقات.

                                                                                                                                                                    [ 4261 / 2 ] روى أبو داود في سننه منه أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه فقط من طريق عباد بن موسى، عن إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل به.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية