الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  3918 حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : حدثنا مصرف بن عمرو اليامي قال : حدثنا يونس بن بكير قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثني بريدة بن سفيان ، عن ابن البيلماني ، عن كرز بن علقمة قال : " قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران ، ستون راكبا ، منهم أربعة وعشرون من أشرافهم ، والأربعة والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يئول أمرهم ، العاقب أمين القوم وذو رأيهم ، وصاحب مشورتهم ، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره ، واسمه : عبد المسيح ، والسيد عالمهم ، وصاحب رحلهم ومجتمعهم ، وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل ، أسقفهم وحبرهم وإمامهم ، وصاحب مدارستهم وكان أبو حارثة قد شرف فيهم حتى حسن علمه في دينهم ، وكانت ملوك الروم من النصرانية قد شرفوه وقبلوه ، وبنوا له الكنائس ، وبسطوا عليه الكرامات ، لما يبلغهم عنه من اجتهاده في دينهم ، فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران ، جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى جنبه أخ يقال له : كرز بن علقمة فسايره ، إذ عثرت [ ص: 540 ] بغلة أبي حارثة ، فقال كرز : تعس الأبعد ، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بل أنت تعست ، فقال : ولم يا أخ ؟ فقال والله إنه للنبي الذي كنا ننتظر ، قال له كرز : وما يمنعك وأنت تعلم هذا ؟ قال : ما صنع بنا هؤلاء القوم : شرفونا وأمرونا وأكرمونا ، وقد أبوا إلا خلافه ، ولو قد فعلت نزعوا منا كل ما ترى ، وأضمر عليها منه أخوه كرز بن علقمة ، يعني : أسلم بعد ذلك " .

                                                  لم يرو هذا الحديث عن كرز بن علقمة البكري وليس بالخزاعي إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : يونس بن بكير .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية