الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله (تعالى): بل ادارك علمهم في الآخرة ؛ فيها أوجه؛ قرأ أبو عمرو: " بل أدرك علمهم في الآخرة " ؛ وقرأ أكثر الناس: " بل ادارك " ؛ بتشديد الدال؛ وروي عن ابن عباس: " بلى أدرك علمهم في الآخرة " ؛ ويجوز: " بلى ادارك علمهم في الآخرة " ؛ فمن قرأ: " بل ادارك علمهم في الآخرة " ؛ وهو الجيد؛ فعلى معنى: " بل تدارك علمهم في الآخرة " ؛ على معنى: " بل يتكامل علمهم يوم القيامة " ؛ لأنهم مبعوثون؛ وكل ما وعدوا به حق؛ ومن قرأ: " بل أدرك علمهم " ؛ فعلى معنى التقرير؛ والاستخبار؛ كأنه قيل: " لم يدرك علمهم في الآخرة " ؛ أي: " ليس يقفون في الدنيا على حقيقتها " ؛ ثم بين ذلك في قوله: بل هم في شك منها ؛ [ ص: 128 ] وقالوا في تفسير " بل ادارك علمهم " : " أم أدرك علمهم " ؛ والقراءة الجيدة: " ادارك " ؛ على معنى: " تدارك " ؛ بإدغام التاء في الدال؛ فتصير دالا ساكنة؛ فلا يبتدأ بها؛ فيأتي بألف الوصل لتصل إلى التكلم بها؛ وإذا وقفت على " بل " ؛ وابتدأت؛ قلت: " ادارك " ؛ فإذا وصلت كسرت اللام في " بل " ؛ لسكونها؛ وسكون الدال.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية