الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  2105 حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة قال : حدثنا خالد بن مخلد القطواني قال : حدثنا عبد السلام بن حفص ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس بن مالك قال : عرضت الجمعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، جاء جبريل في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء ، فقال : " ما هذه يا جبريل ؟ قال : هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ، ولكم فيها خير تكون أنت الأول ، ويكون اليهود والنصارى من بعدك ، وفيها ساعة لا يدعو أحد ربه بخير هو له قسم إلا أعطاه ، أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه ، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد ، وذلك أن ربك اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل من عليين ، فجلس على كرسيه ، وحف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر ، وجاء الصديقون والشهداء فجلسوا عليها ، وجاء أهل الغرف من غرفهم حتى يجلسوا على الكثيب ، وهو كثيب أبيض من مسك أذفر ، ثم يتجلى لهم فيقول : أنا الذي صدقتكم وعدي ، وأتممت عليكم نعمتي ، وهذا محل كرامتي ، فسلوني ، فيسألونه الرضا ، فيقول : رضاي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، فسلوني ، فيسألونه الرضا ، فيشهد عليهم على الرضا ، ثم يفتح لهم ما لم تر عين ، ولم يخطر على قلب بشر ، إلى مقدار منصرفهم من الجمعة ، وهي زبرجدة خضراء أو ياقوتة حمراء ، مطردة فيها أنهارها ، [ ص: 56 ] متدلية ، فيها ثمارها ، فيها أزواجها وخدمها ، فليس هم في الجنة بأشوق منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا نظرا إلى ربهم - عز وجل - وكرامته ، وكذلك وهي يوم المزيد " .

                                                  لم يروه عن أبي عمران إلا عبد السلام ، تفرد به خالد " .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية