الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          3612 \ 78 - نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا محمد بن عوف ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، ح ونا محمد بن إسماعيل الفارسي ، نا أبو أسامة الحلبي ، نا حجاج بن أبي منيع ، نا جدي ، عن الزهري ، ح ونا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، نا سليمان بن عبد الحميد ، نا يحيى بن صالح ، نا إسحاق بن يحيى ، عن الزهري ، قال : كان عروة بن الزبير يحدث أنه سأل عائشة - رضي الله عنها - : أرأيت قول الله تعالى : ( كبيرا وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك ) [ النساء : 3 ] قالت : [ ص: 195 ] أي ابن أختي ، هي اليتيمة تكون في حجر وليها ، فيرغب في جمالها ومالها ، ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة صداقها ، فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق ، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء ، قالت عائشة : ثم استفتى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك ؛ فأنزل الله : ( ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن ) [ النساء : 127 ] قالت عائشة - رضي الله عنها - : فبين الله لهم في هذه الآية أن اليتيمة إذا كانت ذات مال وجمال رغبوا في نكاحها ، ولم يلحقوها بسنتها في إكمال الصداق ، فإذا كانت مرغوبا عنها في قلة الجمال والمال ، تركوها والتمسوا غيرها من النساء ، قالت : فكما يتركونها حين يرغبون عنها ، فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها ، ويعطوها حقها الأوفى من الصداق ، معناهم متقارب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية