الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ مقتل مرحب اليهودي ]

قال ابن إسحاق : ولما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حصونهم ما افتتح ، وحاز من الأموال ما حاز ، انتهوا إلى حصنيهم الوطيح والسلالم ، وكان آخر حصون أهل خيبر افتتاحا ، فحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضع عشرة ليلة . [ ص: 333 ] قال ابن هشام : وكان شعار أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر : يا منصور ، أمت أمت . قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل ، أخو بني حارثة ، عن جابر بن عبد الله ، قال : خرج مرحب اليهودي من حصنهم ، قد جمع سلاحه ، يرتجز وهو يقول :


قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب     أطعن أحيانا وحينا أضرب
إذا الليوث أقبلت تحرب




إن حماي للحمى لا يقرب



وهو يقول : من يبارز ؟ فأجابه كعب بن مالك ، فقال :


قد علمت خيبر أني كعب     مفرج الغمى جريء صلب
إذ شبت الحرب تلتها الحرب     معي حسام كالعقيق عضب
نطؤكم حتى يذل الصعب     نعطي الجزاء أو يفيء النهب




بكف ماض ليس فيه عتب



قال ابن هشام : أنشدني أبو زيد الأنصاري :


قد علمت خيبر أني كعب     وأنني متى تشب الحرب
ماض على الهول جريء صلب     معي حسام كالعقيق عضب
بكف ماض ليس فيه عتب     ندككم حتى يذل الصعب



قال ابن هشام : ومرحب من حمير . قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن سهل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من لهذا ؟ قال محمد بن مسلمة : أنا له يا رسول الله ، أنا والله الموتور الثائر ، قتل أخي بالأمس ؛ فقال : فقم إليه ، اللهم أعنه عليه [ ص: 334 ] . حمير . قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن سهل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من لهذا ؟ قال محمد بن مسلمة : أنا له يا رسول الله ، أنا والله الموتور الثائر ، قتل أخي بالأمس ؛ فقال : فقم إليه ، اللهم أعنه عليه [ ص: 334 ] .

قال : فلما دنا أحدهما من صاحبه ، دخلت بينهما شجرة عمرية من شجر العشر ، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه ، كلما لاذ بها منه اقتطع صاحبه بسيفه ما دونه منها ، حتى برز كل واحد منهما لصاحبه ، وصارت بينهما كالرجل القائم ، ما فيها فنن ، ثم حمل مرحب على محمد بن مسلمة ، فضربه ، فاتقاه بالدرقة ، فوقع سيفه فيها ، فعضت به فأمسكته ، وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله
.

التالي السابق


الخدمات العلمية