الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              4030 حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليلة أسري به وجد ريحا طيبة فقال يا جبريل ما هذه الريح الطيبة قال هذه ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها قال وكان بدء ذلك أن الخضر كان من أشراف بني إسرائيل وكان ممره براهب في صومعته فيطلع عليه الراهب فيعلمه الإسلام فلما بلغ الخضر زوجه أبوه امرأة فعلمها الخضر وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا وكان لا يقرب النساء فطلقها ثم زوجه أبوه أخرى فعلمها وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا فكتمت إحداهما وأفشت عليه الأخرى فانطلق هاربا حتى أتى جزيرة في البحر فأقبل رجلان يحتطبان فرأياه فكتم أحدهما وأفشى الآخر وقال قد رأيت الخضر فقيل ومن رآه معك قال فلان فسئل فكتم وكان في دينهم أن من كذب قتل قال فتزوج المرأة الكاتمة فبينما هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط فقالت تعس فرعون فأخبرت أباها وكان للمرأة ابنان وزوج فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا فقال إني قاتلكما فقالا إحسانا منك إلينا إن قتلتنا أن تجعلنا في بيت ففعل فلما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وجد ريحا طيبة فسأل جبريل فأخبره

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( بدء ذلك ) أي : ابتداؤه وسببه (ممره براهب ) يدل على وجود الراهبين قبل زمان عيسى (فعلمها ) من التعليم ، أي : علمها الإسلام (أن لا تعلمه ) من الإعلام ، أي : لا تخبر أحدا بأن فلانا علمني هذا (لا يقرب ) من قرب كسمع قوله : ( فتزوج ) أي : الكاتم (المشط ) بتثليث الميم وسكون الشين وهو آلة يمشط بها (تعس ) كسمع ، أي : هلك وهو دعاء عليه بالهلاك (فراود المرأة ) أي : أكثر الذهاب والمجيء إليها ، وفي الزوائد في إسناده سعيد بن بشير قال فيه البخاري يتكلمون في حفظه وهو يحتمل ، وقال أبو حاتم سمعت أبي وأبا زرعة قالا محله الصدق عندنا ، قلت : يحتج ، قالا [ ص: 493 ] لا ، وضعفه غيرهم .




                                                                              الخدمات العلمية