الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
وقد روى ابن ماجه وإسناده ثقات إلا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فإن فيه كلاما ، ولعله حسن الحديث عن علي رضي الله عنه مرفوعا { إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ، وليرد عليه من حوله يرحمك الله ، وليرد عليهم يهديكم الله ويصلح بالكم } ورواه البخاري بمعناه من حديث أبي هريرة .

ورواه أبو داود وعنده { فليقل الحمد لله على كل حال } .

وروى الترمذي هذا اللفظ من حديث أبي أيوب وغيره .

ورواه النسائي وابن ماجه والحاكم من حديث علي وغيره عن أبي موسى مرفوعا { إذا عطس أحدكم حمد الله فشمتوه ، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه } . ورواه أحمد ومسلم

وكراهة تشميت من لم يحمد الله قول الشافعية وغيرهم وكذا عند مالك وقال إن شمته غيره فليشمته ويتوجه احتمال تشميت من علم أنه حمد الله وإن لم يسمعه لظاهر الخبر لكن روى البخاري من حديث أبي هريرة { فإذا عطس أحدكم فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يقول : يرحمك الله } .

قال في الغنية وروي في بعض الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم { إن العبد إذا قال : الحمد لله قال الملك رب العالمين ، فإذا قال العبد : رب العالمين بعد الحمد قال الملك : يرحمك الله ربك } فيتوجه على هذا أن يرد عليه ذكره على الآدمي ، وهذا الخبر رواه الطبراني والحافظ ضياء الدين في المختار من طريقه من حديث صالح بن يحيى المزني عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا عطس أحدكم فقال : الحمد لله قالت الملائكة : رب العالمين ، فإذا قال : رب العالمين ، قالت الملائكة : يرحمك الله . } وروى سعيد حدثنا أبو الأحوص عن حصين عن إبراهيم قال : إذا عطس الرجل وهو وحده فليقل الحمد لله رب العالمين وليقل يرحمنا الله وإياكم فإنه يشمته من سمعه من خلق الله وسبق كلامه في الرعاية في السلام . [ ص: 339 ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته } شك الراوي رواه أبو داود والترمذي .

وقال : حسن صحيح . وعن سالم بن عبيد مرفوعا { إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين ، وليقل يغفر الله لي ولكم } رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وفيه { أن رجلا عطس عند سالم بن عبيد فقال : السلام عليكم ، فقال : سالم وعليك وعلى أمك ، ثم قال بعد : لعلك وجدت مما قلت : لك قال لوددت أنك لم تذكر أمي بخير ولا بشر قال : إنما قلت : لك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس رجل من القوم فقال : السلام عليكم فقال رسول الله : صلى الله عليه وسلم وعليك وعلى أمك ثم قال : إذا عطس أحدكم الحديث } ورواه أحمد وفي لفظ { فليقل الحمد لله على كل حال ، أو الحمد لله رب العالمين } .

وروى الترمذي عن حميد بن مسعدة عن زياد بن الربيع عن حضرمي مولى الجارود عن نافع قال : { عطس رجل إلى جنب ابن عمر فقال : الحمد لله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر : وأنا أقول : الحمد لله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول إذا عطسنا إنما علمنا أن نقول : الحمد لله على كل حال } إسناد جيد قال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من حديث زيادة .

التالي السابق


الخدمات العلمية