الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولأبي داود عن قتيبة عن يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن عائشة مرفوعا . { إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم } . كلهم ثقات والمطلب حسن الحديث وثقه الأكثر وقال أبو زرعة أرجو أن يكون سمع من عائشة .

وقال أبو حاتم لم يدركها ، وعن أبي الدرداء مرفوعا { ما من شيء في الميزان أثقل من خلق حسن } إسناد جيد رواه أبو داود والترمذي وصححه وللترمذي في رواية بإسناد حسن معنى حديث عائشة .

وقال غريب من هذا الوجه ، وعن أبي هريرة مرفوعا { أنه سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار قال الفم والفرج } رواه جماعة منهم الترمذي وصححه . وعن أم سلمة أنها قالت { يا رسول الله المرأة تتزوج الاثنين والثلاثة والأربعة ثم تدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها قال إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا [ ص: 207 ] ثم قال يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة } في إسناده سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف . وعن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ وأبي ذر مرفوعا { اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن } سنده جيد إلى ميمون وميمون حسن الحديث وضعفه ابن معين ولم يسمع منها رواه الترمذي وحسنه ورواه أحمد من حديث ميمون عن معاذ .

وفي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم { اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة } ولمسلم من حديث أبي ذر { لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق } روي بسكون اللام وكسرها وبزيادة ياء طليق ، ولابن ماجه من حديث ابن عمر { : أن رجلا قال يا رسول الله أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا } . وعن أسامة بن شريك قال { أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده فكأن على رءوسهم الطير الحديث ، وفي آخره قالوا ما خير ما أعطي الناس يا رسول الله قال خلق حسن } حديث صحيح رواه أحمد وابن ماجه ، ولابن ماجه بإسناد ضعيف من حديث أبي ذر { لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق } .

التالي السابق


الخدمات العلمية