الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  9198 حدثنا مفضل ، قال : حدثنا أبو حمة ، قال : حدثنا أبو قرة ، عن زمعة بن صالح ، عن زياد بن سعد ، عن أبي الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أبي عبيدة بن الجراح ، ونحن ست مائة رجل وبضعة عشر رجلا ، نتلقى عير قريش ، فما وجد لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زاد إلا جرابا من تمر ، فكان يعطينا تمرة تمرة كل يوم ، نمصها ونشرب عليها من الماء ، فوجدنا فقدها حين فنيت ، ثم أقبلنا على الخبط نخبطه بعصينا ، ثم نستفه ونشرب عليه الماء ، حتى سمينا جيش الخبط ، فمررنا بساحل البحر ، فرمى البحر لنا بدابة ، يقال لها : العنبر ، مثل الكثيب ، فقال أبو عبيدة : ميتة لا يحل لنا ، ثم قال بعد : بل نحن في سبيل الله ، ونحن مضطرون ، فأكلنا منها نحوا من نصف شهر وزيادة ، ووشقنا وشقا كثيرا ، فكنا نغرف من موضع عينها الودك بالجرار حتى أنجزناه ، ثم جلس في موضع عينها ثلاثة عشر [ ص: 95 ] رجلا منا ، ثم أخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه ، فأقامه على طرفيه ، وأمر بأطول بعير في الركب فرحله ، فركب عليه رجل ، فأجاز تحته ما مس رأسه ، فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " هل معكم منه شيء ؟ " فقلنا : نعم ، فقال : " أطعمونا منه " فأرسلنا إليه وشيقة ، فأكل منها .

                                                  لم يرو هذه الأحاديث عن زياد بن سعد إلا زمعة ، تفرد به أبو قرة " .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية