الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( 4 ) حب الزوجية ضرب خاص من شعور النفس ليس له في أنواعها ضريب ، فهو الذي يسكن به اضطراب النفس من ثورة الطبيعة التي تهيجها داعية النسل ، وغريزة بقاء النوع ، وهو الذي يتحد به بشران فيكون كل منهما متمما لوجود الآخر ينتجان باتحادهما بشرا مثلهما ، وقد بيناه في تفسير : زين للناس حب الشهوات من النساء ( 3 : 14 ) إلى آخره وفي مقالات ( الحياة الزوجية ) من المنار ( المجلد الثامن ) وإنما قدمه هنالك على حب البنين ; لأن الكلام في الآية على حب الشهوات ، وهو أقوى الشهوات البشرية على الإطلاق ، وأخره هنا; لأن الكلام في الحب المعارض لحب الله ورسوله والجهاد في سبيله ، وما يخشى من حمله على موالاة أهل الكفر في الحرب على المؤمنين ، وقلما تكون زوج الرجل معارضة له في دينه وولاية من يدين الله بولايته ، كما يعارضه أبوه وابنه وأخوه من أهل الحرب دون امرأته . وروعي الترتيب الطبيعي في علاقة هذه الأصناف الخمسة بالمرء ، ودرجات لصوقها به في الحياة على طريقة الترقي في قوله تعالى : يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه [ ص: 207 ] ( 80 : 34 - 36 ) وهذه الفروق في الترتيب بين الأشياء واختلافها في المقامات المختلفة هي من دقائق بلاغة القرآن ، التي تند عن سلائق البشر ، ومعارفهم في بلاغة الكلام .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية