الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ؛ " لولا " ؛ في معنى " هلا " ؛ المعنى: هلا يكلمنا الله؛ أو تأتينا آية؟ فأعلم الله - عز وجل - أن كفرهم في التعنت بطلب الآيات على اقتراحهم؛ كقول الذين من قبلهم لموسى : " أرنا الله جهرة " ؛ وما أشبه هذا؛ فأعلم الله أن كفرهم متشابه؛ وأن قلوبهم قد تشابهت في الكفر. [ ص: 200 ] وقوله - عز وجل -: قد بينا الآيات لقوم يوقنون ؛ المعنى فيه أن من أيقن؛ وطلب الحق؛ فقد أتته الآيات البينات؛ نحو المسلمين؛ ومن لم يشاق من علماء اليهود؛ لأنه لما أتاهم - صلى الله عليه وسلم - بالآيات التي يعجز عنها؛ من إنبائهم بما لا يعلم إلا من وحي؛ ونحو انشقاق القمر؛ وآياته التي لا تحصى - عليه السلام -؛ والقرآن الذي قيل لهم: " فأتوا بسورة من مثله " ؛ فعجزوا عن ذلك؛ ففي هذا برهان شاف.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية