الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الخاتمة

وأختم بحثي بهذه الخلاصة المتضمنة لأهم النتائج، وهي:

أولا: لقد أولى القرآن الكريم عنايته الكبيرة لقضية إصلاح المجتمع بأبعادها الشاملة، وجعلها مسئولية المجتمع كله، ورتب عليها نتائج مهمة تعود على المجتمع بأسره؛ إذ جعل من ممارسة الإصلاح سببا لدفع الهلاك عن المجتمع، وطريقا لتحقيق الأمن فيه، ووسيلة لاستجلاب المغفرة والرحمة والعون والتوفيق من الله، وربط به استحقاق الوصف بالخيرية والفلاح.

ثانيا: قضية إصلاح المجتمع حاضرة في القرآن كله، مكية ومدنية على السواء، ولها بعدها العقدي الذي لا يخفى، وقد تعرض القرآن للعديد من مظاهر الفساد الاجتماعي والفكري والسياسي والاقتصادي ونقدها، وبين مخاطرها وآثارها، وربطها بفساد المعتقد.

ثالثا: للقرآن وسائله المنهجية في إصلاح المجتمع، وهي كفيلة بإصلاح المجتمع، وترقيته، وتنمية جوانب الخير فيه، ومحاصرة جوانب الشر والفساد وإضعافها، وذلك كله متوقف على حسن الفهم ومدى الاستجابة لها، وامتلاك المقدرة على تنزيلها بفقه على الواقع.. ومن خلال الاستقراء والتأمل أمكن استنباط عدد منها، وهي: [ ص: 137 ]

1-العمل على تغيير ما بالأنفس.

2- الكشف عن السنن الاجتماعية الكونية.

3- الاهتمام بصلاح الأسرة والتركيز على مكانتها ودورها في إصلاح المجتمع.

4- العمل على تكوين الرأي العام الفاضل في المجتمع والمحافظة عليه.

5- توجيه وضبط العمليات الاجتماعية.

6- تنظيم وضبط الدوافع الغريزية.

7- الأمر بإصلاح ذات البين وتقديم خطوات عملية لفض المنازعات وإنهاء الخصومات.

8- سن التشريعات التي تردع المفسدين وتحفظ على المجتمع مقومات بقائه وصلاحه.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه. [ ص: 138 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية