الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
المبحث الثاني الطفل والقراءة

تمهيد تعتبر القراءة أساس التطور في ميدان العلوم المعاصرة ومنذ اختراع المطبعة وسهولة الحصول على الكتاب تقدم العالم بخطى واسعة.

وتعلم القراءة -في عصرنا- أصبح من ضرورات الحياة فالأمي كالأعمى وسط المبصرين وبالنسبة للطفل فإن القراءة تعتبر مصدرا رئيسا للمعرفة والتعلم والقراءة -بمعناها البسيط أي التصفح والاطلاع على الصور- هـامة للطفل قبل أن يقرأ وقبل أن يدخل المدرسة ويعتبر الكتاب في كثير من الأحيان أشبه ما يكون بلعبة من ورق مقوى تحوي الكثير من الرسوم وتشجعه على التصفح وتعلم ما فيها -بمساعدة والديه أو مدرسيه- كي يحصل على المعرفة الموجودة في هـذا الكتاب.

وتتعدد مستويات الكتابة للأطفال من حيث المحتوى بحسب السن حيث تكثر الرسوم وتقل الكلمات في السنوات الأولى وتقل الرسوم وتكثر الكلمات في السنوات المتأخرة وتتطور مادة القراءة للطفل لتشمل أيضا أسلوب الكتاب ونوعية المحتوى.

وتختلف مواد الطفل من حيث المحتوى والأسلوب والصياغة وحتى العرض الفني باختلاف العمر والبيئة التي يعيشها الطفل. [ ص: 55 ]

إن حاجة الطفل للقراءة أساسية لإشباع رغبته في التعلم ومعرفة الأشياء التي حوله والعالم الذي يعيش فيه.

وهي تنمي مع الوقت حب القراءة ومن نشأ على ذلك منذ نعومة أظفاره فإنه يكون من عشاق الكتاب إذا كبر بل تعتبر هـوايته المفضلة في كثير من الأحيان.

وتنمية قدرات الطفل القرائية لا تكون بملء عقولهم بالمعلومات بل تكون بالعناية باختيار ما يناسبهم من جانب وما يحتاجونه من جانب آخر دون الإخلال بالأصول والثوابت المتراكمة لديه من الأسرة والتي يفترض أن يكون منبعها الدين

ورغم أثر التلفاز في عصرنا الحاضر في إشغال أوقات الأطفال عن القراءة إلا أنه يجب على المربين والموجهين أن ينتبهوا لخطورة تسمرهم الساعات الطويلة أمامه فإنه في جانب القراءة يعودهم الكسل ويدفع عنهم الميل الفطري للقراءة بل يجعلها في كثير من الأحيان عبئا ثقيلا لا يرغبه الطفل.

وعند النظر إلى ميول الأطفال في القراءة ينبغي مراعاة جانبين [1] :

الأول رغبات الطفل وميوله الخاصة.

الثاني أهداف المربين وحاجات الطفل التي يحب أن يتشربها. [ ص: 56 ]

ولا شك أن إعمال هـذين الجانبين هـو الأجدى بمعنى عدم إغفال ميول الطفل ورغباته الخاصة لكن تضمن هـذه الرغبات والميول من خلال مواد ثقافية وتربوية ضرورية بالنسبة إليه وقد لا تدرك في كثير من الأحيان فائدتها وأثرها عليه وهذا الأمر يتأكد في عصرنا الحاضر نظرا لتداخل مؤثرات إعلامية أجنبية على الطفل تحرفه عن الميول الطبيعية وتوجهه لأشياء قد لا تكون في كثير من الأحيان مناسبة له أو تمثل حاجة لديه.

مراحل اهتمام الطفل بالقراءة [2] - في السنة الثانية يبدي الطفل بعض الاهتمام بالصور ويشير إليها ويحاول أن يتحسسها إن كانت بارزة.

- وفي السنة الثالثة يحب أن يستمع إلى شرح الصور ويستمع لقصصها البسيطة ويبدي اهتماما خاصا بالصور ومعانيها.

- وفي السنة الرابعة يحفظ القصص ويحاول أن يحكيها ويسره الخيال ويحب التعليق على كافة الصور ومعانيها ولماذا هـي بهذا الوضع أو ذاك؟.

- وفي السنة الخامسة يحاول أن يقرأ الأحرف ويستوعب مدلولاتها.

- وفي السنة السادسة يبدأ تعلم القراءة اعتمادا على الصور [ ص: 57 ] والأشكال التوضيحية ويسعده أن يجد من يقرأ له القصص المطولة مع الصور المعبرة لها ويسره تفاصيلها وأحداثها.

وتؤثر القراءة إذا نميت لدى الطفل بشكل كبير فهي تفتح له آفاق المعرفة وعالم الحياة يتعلم الأشياء والأدوات التي تحيط به وكيف يتجنب المخاطر والحوادث والطفل الذي يقرأ -غير كتب المدرسة- ينمي خبراته ويصقل قدراته ويستفيد من وقت فراغه ويوازن بين حاجاته للعب وحاجاته للتعلم.

ماذا يفضل الأطفال أن يقرءوا؟ [3] يحب الطفل -دائما- أن يعيش في بيئته اليومية فيحب القصص القريبة من واقعة وأسرته وحوادث الحياة اليومية.

يحب الطفل في السنوات الأولى قصص الحيوانات ويعجب بشئون الأسرة والأدوات التي يراها ويعايشها يوميا وعندما يكبر الأطفال قليلا وتزداد قدراتهم العقلية يميلون إلى الاهتمام بالمعارف العامة وقصص التاريخ والبطولات والاختراعات.

ومع تقدم عمرهم الزمني قبيل المراهقة تتأكد لديهم القصص التي تدور حول واقع المجتمع وتنمي قدراتهم الفكرية وأحيانا يحبون استطلاع كتب الكبار. [ ص: 58 ]

وللبنات -خصوصا في أعمارهن المتقدمة- رغبة في قصص الأسرة والعلاقات الاجتماعية والعاطفية بعيدا عن البطولة والمغامرات البوليسة التي يميل إليها الذكور ويحبونها.

خصائص المواد المقروءة المحببة لدى الأطفال

يحب الأطفال أن يقرءوا المواد ذات الصفات التالية:

- تحرك الخيال وتنميه.

- تستخدم أسلوب الحوار أحيانا.

- تذكر البطولات والمغامرات وحوادث الشجاعة.

- تجلب المتعة والسرور.

- تجيب عن أسئلة تشغل أذهانهم.

- تتحدث عن عالم الحيوان.

- تهتم بالتشويق (القصص الدينية) .

- تتناول العلوم والاختراعات بشكل مبسط.

- تتضمن قيم المجتمع ومفاهيمه بأسلوب سلس بسيط.

- تحوي قدرا معقولا من الغموض.

كل ذلك وغيره أيضا داخل إطار من الرسوم والصور والألوان المبهجة لنفس الطفل. [ ص: 59 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية