الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الفصل الثالث

نحو مجلة رائدة للأطفال

المبحث الأول: دواعي إصدار المجلة

بعد الاستعراض السابق لثقافة الطفل المسلم، ودراسة نماذج من مجلات الأطفال

وتقييمها، يتضح لنا الآتي:

تنقسم مجلات الأطفال الحالية إلى قسمين: مجلات ذات هـدف تخريبي بحت، تسعى لنزع الفضيلة وإشاعة الرذيلة، ومسخ هـوية الطفل المسلم.. ومجلات أخرى ذات هـدف تجاري بحت، ليس لها هـدف تربوي معتبر، وجل اهتمامها متوجه للربح المادي، تحاول استغلال رغبات الطفل غير الناضجة في تقديم مادة ترفيهية فقيرة المحتوى الأدبي والتربوي.

كما أن المحاولات الصادقة لإيجاد مجلات هـادفة للأطفال ما زالت في بدايتها، وتعاني من الضعف ومحدودية الانتشار، والعمر القصير، الأمر الذي يجعلها في حكم الغائب عموما، فضلا عن احتوائها أخطاء منهجية وتربوية. [ ص: 123 ]

من ناحية كمية بحتة، فإن الطفل المسلم يعاني مما يمكن أن نطلق عليه: " مجاعة ثقافية " ، إذ يشترك حوالي 200 طفل في نسخة واحدة من مجلة للأطفال.

بالرغم من خلو الساحة تقريبا من مجلات هـادفة للأطفال، فإن وسائط إعلامية أخرى أشد خطرا تستحوذ على عقول الأطفال وأوقاتهم، وفي مقدمتها وسائل البث المباشر.

أثرت التغيرات الاجتماعية التي طرأت على الأسرة، سلبا على تربية الأطفال، ونظرا لأعباء الحياة العصرية وظروفها، أصبح الوقت المخصص من قبل الوالدين لرعاية أبنائهم ضئيلا جدا، لا يتناسب مع ما يتعرض له من غزو فكري وإعلامي، بالإضافة إلى ما تعانيه وسائط التربية العامة، وفي مقدمتها (المدرسة) ، من ضعف في الجوانب التربوية، إلا ما شاء الله.

لذلك فإن من أولويات العمل الإعلامي الإسلامي (الهادف) ، إيجاد مجلات هـادفة، لسد الخلل في تربية وثقافة الطفل، وتنمية قدراته الروحية والذهنية، مع الإسهام في إعداده لتحمل مسئولية المستقبل، ولتكون فرصته أكثر حظا وإنتاجا من الجيل الذي سبقه.. ونستعرض في الصفحات التالية بعضا من معالم هـذه المجلات المقترحة. [ ص: 124 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية