الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أبرز أوجه القصور في مجلات الدارجة

1- إهمال التربية الإسلامية (الثقافة الشرعية) يفترض أن تكون التربية الإسلامية قطب الرحى الذي تدور حوله مادة مجلة الأطفال، إلا أن إهمال ذلك يعتبر السمة الغالبة لمعظم مجلات الأطفال، ويتمثل ذلك في:

أ ـ ضآلة المادة الشرعية، وحصرها في مساحة لا تزيد عن 5% من مادة المجلة.

ب ـ التركيز على الجوانب العامة والفضفاضة، كالحديث عن الأخلاق، والمناسبات، والشخصيات التاريخية. [ ص: 119 ]

جـ إهمال العقيدة وبناء التوحيد، وتنمية جوانب الفطرة، والارتباط بالعبادة.

دـ غياب التوجيه السلوكي الإسلامي، فيندر الحديث عن العبادات والواجبات والفضائل والسنن.

ه ـ عرض البدع والخرافات الوثنية على أنها من معالم الدين.

و ـ مهاجمة مظاهر التين كالحجاب واللباس المحتشم، وإكساب ما يضاده صفة شرعية، وكذلك القول على الله بغير علم أو مستند شرعي.

زـ التناقض أثناء العرض بين ما يعرض في الصفحة الدينية، والأفكار المبثوثة في قصص المجلة ومغامراتها.

حـ عرض الانحرافات الشرعية، وتشجيع الأطفال على ممارستها، كالرقص ومصادقة الجنسين والاختلاط.

2- غياب معالم القدوة الحسنة وذلك من خلال

أـ عرض وإبراز النماذج السيئة، كالممثلين والراقصات ودعاة التغريب.

ب ـ إهمال عرض وتقديم نماذج القدرة الحسنة من السلف الصالح، أو حتى التركيز على جوانب القدوة الحسنة في الشخصيات الأخرى.

جـ تقديم ـ من خلال القصص ـ أبطال خوارق، حيث يتمتع البطل بقدرات خارقة للطبيعة، ينتصر دائما ولا يعرف معنى الهزيمة، [ ص: 120 ] وهو تصور بعيد عن واقع الحياة، ومن ثم قد يحاكي الطفل كل هـذا أو بعضه، ويتقمص صورة البطل، فإذا كان خارقا طوال الوقت، انتصر في خياله وهزم في واقعه وانتكس، ومن ثم يسعى دائما إلى الهرب من الواقع، إنسانا محبطا مهزوما.

3- التقليد والبعد عن الأصالة فعامة مجلات الأطفال في بداية صدورها، كانت نسخا مترجمة عن المجلات الأوربية، دون أي انتقائية للأفكار والأهداف والقيم والسلوكيات، وما زال التقليد مسيطرا بشكل خاص على القصص المصورة.

4- طغيان الجريمة والعنف على المواد القصصية المنشورة

5- سلبية التوجيه تحرص مجلات الأطفال على مسايرة رغبات الأطفال لدوافع مادية بحتة، والسعي وراء الجوانب السهلة التي يمكن أن يتقبلوها، فيخرج الطفل بنفس الحصيلة العلمية والمعرفية، عدا قدر بسيط من المعلومات الملقنة، التي لا تشحذ الذهن ولا تنشط المهارات أو تنميها.

6- عدم التكامل مع البرامج التربوية الأخرى في البيت والمدرسة

7- إهمال المستوى العقلي والنفسي فكثير من القصص والمغامرات يتجاوز مستواها أعمال الأطفال. [ ص: 121 ]

8- سيطرة وسائل ومواد الترفيه على مواد مجلات الأطفال إذ لا تزيد المواد الجادة والإيجابية عن 20% من إجمالي مواد المجلة.. وإذا كان التشويق والجاذبية من المعالم الضرورية لمجلة الطفل، إلا أن ذلك لا يعني خولها من الطرح الجاد الموجه لفكرة بناءة.

9- غياب الأهداف التربوية الواضحة التي تسعى المجلات لغرسها في ذهن الطفل.

10- معظم العاملين في كتابة وتحرير مواد الأطفال في مجلات الأطفال، ليسوا من ذوي الخبرة والتخصص في هـذا المجال وجل خبرتهم تأتي بالدرجة الأولى من خلال الممارسة والتعلم بالتجربة.

11- الاعتماد الكبير على المجلات الأجنبية والمواد الأجنبية الموجهة للطفل.

12- غالبية العاملين في هـذا المجال لا يحملون هـم بناء الأمة وتوجيه رجال المستقبل وثقافتهم الشرعية ضحلة، تأصلت فيها الانحرافات الفكرية، بسبب اعتمادهم على مصادر ثقافية مشبوهة، فضلا عن أن بعضهم يحمل توجهات فكرية معادية للفطرة والمنهج الذي ينبغي أن تسير في ركابه الأمة.. وهذه النقطة هـي العامل الأساس في تدهور مجلات الأطفال في مجملها، وتحولها إلى أداة سلبية تشوه النمو الصحيح لأبناء الأمة، الذين هـم رجال المستقبل. [ ص: 122 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية