الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                      صفحة جزء
                                      ( فرع ) اختلفوا في آيات الصفات ، وأخبارها هل يخاض فيها بالتأويل أم لا ؟ فقال قائلون : تتأول على ما يليق بها ، وهذا أشهر المذهبين للمتكلمين ، وقال آخرون : لا تتأول بل يمسك عن الكلام في معناها ، ويوكل [ ص: 50 ] علمها إلى الله تعالى ، ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى ، وانتفاء صفات الحادث عنه ، فيقال مثلا : نؤمن بأن الرحمن على العرش استوى ، ولا نعلم حقيقة معنى ذلك ، والمراد به ، مع أنا نعتقد أن الله تعالى : { ليس كمثله شيء } ، وأنه منزه عن الحلول ، وسمات الحدوث ، وهذه طريقة السلف أو جماهيرهم ، وهي أسلم . إذ لا يطالب الإنسان بالخوض في ذلك ، فإذا اعتقد التنزيه فلا حاجة إلى الخوض في ذلك ، والمخاطرة فيما لا ضرورة بل لا حاجة إليه ، فإن دعت الحاجة إلى التأويل لرد مبتدع ، ونحوه تأولوا حينئذ ، وعلى هذا يحمل ما جاء عن العلماء في هذا ، والله أعلم

                                      التالي السابق


                                      الخدمات العلمية