( 958 ) حدثنا ، ثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي أبو معمر [ ص: 389 ] عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري ، ثنا ، حدثني عبد الوارث بن سعيد ، حدثني حسين بن ذكوان المعلم ابن بريدة ، حدثني ، شعب همدان أنه عامر بن شراحيل الشعبي أخت فاطمة بنت قيس ، وكانت من المهاجرات الأول ، قال : حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيرك ، قالت : لئن شئت لأفعلن ، قال لها : أجل حدثيني ، قالت : سمعت نداء منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي : الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد ، فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت في صف النساء الذي يلي ظهور القوم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : " الضحاك بن قيس " ، ثم قال : " هل تدرون لم جمعتكم ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن ليلزم كل إنسان مصلاه كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من تميما الداري لخم ، وجذام ، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم ارفضوا إلى الجزيرة في البحر حيث مغرب الشمس ، فجلسوا في قارب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم ، انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال : فلما سمت لنا رجلا ، فرقنا [ منها ] أن تكون شيطانة ، فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه [ ص: 390 ] بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهرا ، ثم ألقتنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في قاربها فدخلنا الجزيرة ، فلقينا دابة أهلب كثيرة الشعر ، لا ندري قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعا ففزعنا منها ، وما أمنا أن تكون شيطانة ، فقال : أخبروني عن نخل بيسان ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها ، هل يثمر ؟ قلنا له : نعم ، قال : أما أنها يوشك أن لا تثمر ، قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قلنا : هي كثيرة الماء ، قال : أخبروني عن عين زغر ، قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ، وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا : نعم وهي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون بمائها ، قال : أخبروني عن النبي الأمي ما فعل ؟ قالوا : خرج من مكة ، ونزل يثرب ، قال : أفقاتله العرب ؟ ، قلنا : نعم ، قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه ظهر على من يليه من العرب ، فأطاعوه قال لهم : لقد كان ذلك ؟ قلنا : نعم ، قال : أما أن ذلك خير لهم أن يصنعوه أن يطيعوه ، إني مخبركم عني ، إني أنا المسيح ، وأنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض ، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة ، وطيبة ، وهما محرمتان علي ، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها " ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب [ ص: 391 ] بمخصرته المنبر : " هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ " فقال الناس : نعم ، قال : " فإنما أعجبني حديث لأنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه ، وعن تميم الداري المدينة ، ومكة ، ألا أنه في بحر الشام ، أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق " ، وأوما بيده إلى المشرق ، قالت : حفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم . سأل