الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          3356 \ 303 - نا محمد بن إسماعيل الفارسي ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : كان رجل أسود يأتي أبا بكر ، فيدنيه ويقرئه القرآن ، حتى بعث ساعيا أو قال : سرية ، فقال : أرسلني معه ، قال : بل تمكث عندنا ، فأبى فأرسله معه ، واستوصاه به خيرا ، فلم يغبره عنه إلا قليلا ، حتى جاء قد قطعت يده ، فلما رآه أبو بكر فاضت عيناه ، فقال : ما شأنك ؟ قال : ما زدت على أنه كان يوليني شيئا من عمله ، فخنته فريضة واحدة ؛ فقطع يدي ، فقال أبو بكر : تجدون الذي قطع هذا يخون أكثر من عشرين فريضة ، والله لئن كنت صادقا لأقيدنك به ، قال ثم أدناه ، ولم يحول منزلته التي كانت له منه ، قال : فكان الرجل يقوم بالليل فيقرأ ، فإذا سمع أبو بكر صوته ، قال يا لله لرجل قطع هذا ، قال : فلم يغبر إلا قليلا ، حتى فقد آل أبي بكر حليا لهم ومتاعا ، فقال أبو بكر : طرق الحي الليلة ، فقام الأقطع فاستقبل القبلة ورفع يده الصحيحة ، والأخرى التي قطعت ، فقال : اللهم أظهر علي من سرقهم ، أو نحو هذا ، وكان معمر ربما قال : اللهم أظهر علي من سرق أهل هذا البيت الصالحين ، قال : فما انتصف النهار حتى عثروا على المتاع عنده ، فقال له أبو بكر : ويلك إنك لقليل العلم بالله . فأمر به فقطعت رجله . قال معمر : وأخبرني أيوب ، عن نافع عن ، ابن عمر : نحوه . إلا أنه قال : كان إذا سمع أبو بكر صوته من الليل ، قال : ما ليلك بليل سارق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية