( البشارة الثالثة )
في الباب الثالث والثلاثين من سفر التثنية في الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844 هكذا ( 2 وقال : سيناء وأشرق لنا من ساعير ، واستعلن من جبل فاران ومعه ألوف الأطهار في يمينه سنة من نار ، فمجيئه من جاء الرب من سيناء إعطاؤه التوراة لموسى - عليه السلام - ، وإشراقه من ساعير إعطاؤه الإنجيل لعيسى - عليه السلام - ) واستعلانه من جبل فاران إنزاله القرآن ؛ لأن فاران جبل من جبال مكة ، فقد جاء في بيان حال إسماعيل - عليه السلام - من سفر التكوين ( 21 : 20 وكان الله معه ونما وسكن في البرية وصار شابا يرمي بالسهام 21 وسكن برية فاران وأخذت له أمه امرأة من أرض مصر ) ولا شك أن إسماعيل - عليه السلام - كانت سكناه بمكة ، ولا يصح أن يراد أن النار لما ظهرت من طور سيناء ظهرت من ساعير ومن فاران أيضا ، فانتشرت في هذه المواضع ؛ لأن الله لو خلق نارا في موضع لا يقال جاء الله من ذلك الموضع إلا إذا اتبع تلك الواقعة وحي نزل في ذلك الموضع [ ص: 224 ] أو عقوبة أو ما أشبه ذلك ، وقد اعترفوا بأن الوحي اتبع تلك ( النار التي رآها موسى ) في طور سيناء . فكذا لا بد أن يكون في ساعير وفاران .