ثم إنه وضح هذه المسألة في آخر الرسالة ، وقال قبل ذلك وبعد بيان مسألة صفة العلو :
( فصل ) إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلصنا من شبه التأويل وعماوة التعطيل ، وحماقة التشبيه والتمثيل ، وأثبتنا كما يليق بجلاله وعظمته ، والحق واضح في ذلك ، والصدور تنشرح له ، فإنه التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل تحريف الاستواء بالاستيلاء وغيره ، والوقوف في ذلك جهل وعي مع كون الرب - تعالى - وصف لنا نفسه بهذه الصفات لنعرفه بها ، فوقوفنا عن إثباتها ونفيها عدول عن المقصود منه في تعريفنا إياها ، فما وصف لنا نفسه بها إلا لنثبت ما وصف به نفسه لنا ، ولا نقف في ذلك ، وكذلك التشبيه والتمثيل حماقة وجهالة ، فمن وفقه الله - تعالى - للإثبات بلا تحريف ولا تكييف ولا وقوف فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله - تعالى - . علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه