الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4883 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16508عبدان عن nindex.php?page=showalam&ids=11988أبي حمزة عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=11973أبي حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=654780عن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=18311_23804_25575لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إلي كراع لقبلت
قوله ( باب من أجاب إلى كراع ) بضم الكاف وتخفيف الراء وآخره عين مهملة : هو مستدق الساق من الرجل ومن حد الرسغ من اليد ، وهو من البقر والغنم بمنزلة الوظيف من الفرس والبعير ، وقيل الكراع ما دون الكعب من الدواب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : كراع كل شيء طرفه .
قوله ( حدثنا عبدان ) هو عبد الله بن عثمان ، وأبو حمزة بالمهملة والزاي هو اليشكري .
قوله ( عن أبي حازم ) تقدم في الهبة من رواية شعبة عن الأعمش ، وهو لا يروي عن مشايخه إلا ما ظهر له سماعهم فيه وأبو حازم هذا هـو سلمان بسكون اللام مولى عزة بفتح المهملة وتشديد الزاي ، ووهم من زعم أنه nindex.php?page=showalam&ids=11974سلمة بن دينار الراوي عن سهل بن سعد المقدم ذكره قريبا ، فإنهما وإن كانا مدنيين لكن راوي حديث الباب أكبر من ابن دينار .
قوله ( ولو أهدي إلي كراع لقبلت ) كذا للأكثر من أصحاب الأعمش ، وتقدم في الهبة من طريق شعبة عن الأعمش بلفظ " ذراع وكراع " بالتغيير ، والذراع أفضل من الكراع ، وفي المثل " أنفق العبد كراعا وطلب ذراعا " وقد زعم بعض الشراح وكذا وقع nindex.php?page=showalam&ids=14847للغزالي أن المراد بالكراع في هذا الحديث المكان المعروف بكراع الغميم بفتح المعجمة هو موضع بين مكة والمدينة تقدم ذكره في المغازي ، وزعم أنه أطلق ذلك على سبيل المبالغة في الإجابة ولو بعد المكان ، لكن المبالغة في الإجابة مع حقارة الشيء أوضح في المراد ، ولهذا ذهب الجمهور إلى أن المراد بالكراع هنا كراع الشاة ، وقد تقدم توجيه ذلك في أوائل الهبة في حديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503511يا نساء المسلمات ، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة " وأغرب nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في " الإحياء " فذكر الحديث بلفظ " ولو دعيت إلى كراع الغميم " ولا أصل لهذه الزيادة . وقد أخرج الترمذي من حديث أنس وصححه مرفوعا لو أهدي إلي كراع لقبلت ، ولو دعيت لمثله لأجبت وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث أم حكيم بنت وادع أنها " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503512قالت يا رسول الله أتكره الهدية ؟ فقال : ما أقبح رد الهدية " فذكر الحديث ، ويستفاد سببه من هذه الرواية . وفي الحديث دليل على nindex.php?page=treesubj&link=30961_30963حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتواضعه وجبره لقلوب الناس ، وعلى nindex.php?page=treesubj&link=25575قبول الهدية nindex.php?page=treesubj&link=18311وإجابة من يدعو الرجل إلى منزله ولو علم أن الذي يدعوه إليه شيء قليل ، قال المهلب : لا يبعث على الدعوة إلى الطعام إلا صدق المحبة وسرور الداعي nindex.php?page=treesubj&link=18311بأكل المدعو من طعامه والتحبب إليه بالمؤاكلة وتوكيد الذمام معه بها ، فلذلك حض صلى الله عليه وسلم على الإجابة ولو نزر المدعو إليه . وفيه الحض على المواصلة والتحاب والتآلف ، وإجابة الدعوة لما قل أو كثر ، وقبول [ ص: 155 ] الهدية كذلك